قالت العديد من الصحف التركية أن الدلائل الأولى بعد التحقيقات التي أعقبت اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة تشير إلى تورط جماعة فتح الله غولن، المعارض التركي المتهم بتدبير الإنقلاب العسكري الفاشل في تركيا في هذه العملية التي تعتبر حديث العالم في الوقت الحالي.
وذكرت صحيفة “ستار” التركية أن المعلومات المستقاة من سليمان صويلو، وزير الداخلية التركي تقوم أن المنفذ الذي قام بالعملية، والذي يحمل إسم مولود ميرت ألتنطاش، وهو من مواليد سنة 1994 هو أحد أفراد الشرطة في منطقة أزمير، ويعمل في الجهاز منذ سنتين ونصف.
وقالت الصحيفة أن العديد من الدلائل تشير إلى انتماء منفذ الهجوم إلى جماعة خدمة التي يترأسها فتح الله غولن، والتي تصنفها أنقرة ضمن لائحتها الإرهابية، حيث كان قد التحق في وقت سابق بمدرسة “كورفيز الخاصة” والتي تتبع جماعة فتح الله غولن، والتي تم إغلاقها فيما بعد بسبب تبعيتها للجماعة المحظورة في تركيا.
وأكدت ذات المصادر أن المنفذ للإغتيال تم توقيفه بعد الإنقلاب من أجل التحقيق معه بتهمة سرقة أسئلة سنة 2011، قبل أن يعود لممارسة وظيفته بشكل عادي بعدها، مضيفة :” منفذ الهجوم رفع سبابته اليسرى أثناء التكبير، وهو ما يعد خطأ كبيرا، لأنه من المتعارف عليه رفع السبابة اليمنى أثناء التشهد أو التكبير، وهذا يدل على أن منفذ الهجوم قام بتلك الحركة وتفوه بتلك الكلمات بهدف صرف الأنظار عن الجماعة والتمويه، وتوجيه الأنظار نحو جماعات متطرفة، على غرار تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة”.
وقالت الصحيفة أنه ومن بين الدلائل على انتماء الضابط التركي لجماعة غولن، العديد من السجلات لدى الشرطة والأمن وأرشوف المنفذ، والتي اتضح أن البحث عبر الإجراء الروتيني لتسجيل أفراد الشرطة، أكدت أن عنوان منزل المنفذ هو عنوان بيت من البيوت التي استخدمتها جماعة فتح الله غولن، من أجل الاجتماع بطلبتها وعناصرها في البيوت التي يطلق عليها “بيوت النور”.
واستدلت الصحيفة التركية أن التنطاش قام قبل يومين فقط من تنفيذ محاولة الإنقلاب العسكري في 15 يوليوز بطلب إجازة لمدة يومين من عمله في منطقة ديار بكر، وهو ما أثار الشكوك حول علمه بخطة الجماعة في تنفيذ الإنقلاب، والأكثر غرابة على حسب كلام الصحيفة، هو أن المسئول عن منحه الاجازة، كان قد تم إيقافه في وقت سابق بسبب تورطه في إنقلاب 15 يوليوز، وهو ما يشير إلى علاقة المنفذ بجماعة فتح الله غولن.
وأثبتت التحقيقات أن ألتنطاش توجه حينها إلى أنقرة بعد حصوله على الاذن لمدة يومين، وبقي في أحد البيوت والتي قالت نفس التحقيقات أنه يتبع أيضا لجماعة فتح الله غولن.
وأشارت الصحيفة التركية أن الكاتب عبد الله بوزكورت، أحد عناصر جماعة فتح الله غولن الفار خارج البلاد، كان قد كتب قبل ثلاثة أيام من حادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة، أن السفراء ليسوا في أمان، ليكون بعد عملية الإغتيال وقال في تغريدة له :” لقد كتبت عن ذلك”.