لا يكاد الشعب الجزائري يتخلص من أحد القضايا الاجتماعية والثقافية التي يكون بطلها الإعلام حتى يجد نفسه أمام قضايا أخرى تافهة من صنع الإعلام المحلي بمختلف أنواعه المكتوب والمسموع وخاصة المرئي منه الذي أصبح دوره خبيث في توجيه الرأي العام حيث تحول دور الإعلام الجزائري من نشر الوعي واستعراض هموم الناس والدفاع عنها إلى صناعة الأحداث لجذب الرأي العام نحو قضايا أخرى تشتت أفكارهم وتكون كفيلة بنسيان المعاناة اليومية نتيجة التدهور الاقتصادي والاجتماعي وغياب الأمن وفشل حكومة اربعين حرامي في السير بالبلاد نحو بر الأمان بل زادت في تعقيد الوضع أكثر فأكثر بفعل السياسات الفاشلة المنتهجة.
الإعلام الجزائري بمختلف انواعه يتجه نحو الهاوية .اعلام يتشكل حسب اللحظة ويتلون بلون الحدث دون مراعاة المصداقية . لا رؤية مستقبلية يرتكز عليها ولا استراتيجية تميزه ريادة مفقودة وأقلام مأجورة. و برامج تضع السم في العسل. فقد الاعلام المرئي الحقيقة وفقدت الصحافة المصداقية الصحفية وتاهت الحقائق وظهرت فئة من الاعلاميين والصحافيين لا تجيد شيئ غير التافه . انحرف الاعلام الجزائري عن رسالته السامية وأهدافه النبيلة الي اعلام لا يعرف إلا لغة المال والفرقعة الاعلامية لزوم زيادة مبيعات الصحف . او الاعلانات بالنسبة للبرامج. نرى صحافة وجرائد تفوح منها رائحة الخبث و الإستحمار والعهر الاعلامي يصنعون حدث ما مثل دواء رحمة ربي ليظفروا بمادة صحفيه لعدة اشهر. وبرامج تذيع اي شيئ في اي شيئ وتعمل من التفاهة شيئ لتشغل به الرأي العام لتضمن اكبر نسبة من المشاهدة والربح الاعلاني.والمجد الاعلامي دون النظر الي تأثير المادة المذاعة او المنشورة علي الشعب سواء بالسلب او الإيجاب.
وتهدف صناعة احداث مثل موضوع مخترع المكمل الغذائي رحمة ربي توفيق زعيبط إلى ما يسمى بعملية غسيل المخ للأفراد والجماعات و غسيل المخ مصطلح يعني جعل الجهاز العصبي للإنسان يفقد حالة الاتزان الديناميكي من خلال تعرضه للإثارة من خلال العديد من المتناقضات الخبر ونقيضه مثلا الاعلام في الاول يقول ان دواء صالح وفي مرة ثانية يقول ان الدواء مضر بالصحة فيلجأ المخ إلى التوقف الوقائي فيصبح المخ عاجزاً أو متوقفاً عن تأدية وظائفه وهو ما يسمى بحالة قتل العقل أو الاستحواذ على العقل فيسهل توجيه العقل ضد رغبة أو إرادة أو عقل الفرد الحر ويسهل اقتلاع بعض الأفكار وإحلال أفكار بديلة . لدى ايها الشعب الجزائري لا تنخدع بما تسمع وترى من اعلام الاستحمار فكل شيء مدروس.