وصفت صحيفة “البايييس” الاسبانية الأوضاع التي تعيشها مدينة حلب السورية التي اقتربت من السقوط بين يدي نظام بشار الأسد بالكارثية، ووصمة العار على جبين الإنسانية بعد الصمت الدولي المطبق، حيث لم يتجاوز تعبير المجتمع الدولي عن غضبه وتضامنه مجموعة من التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي وبالخصوص على موقع تويتر.
وقالت الصحيفة الاسبانية في افتتاحيتها أن إيران وميليشياتها من جهة وروسيا من جهة أخرى تمكنتا من إنقاذ بشار الأسد حليفهما والذي يرعى مصالحهما في المنطقة بشكل حازم، لكن مقابل ثمن باهظ جدا، فقد بسبب آلاف المدنيين السوريين حياتهم في سبيل هذه المعادلات السياسية، مضيفة أنه من الممكن جدا ومن المرجح أن تصبح هذه المجازر والفظائع التي تشهدها المدينة السورية إحدى أكثر الأحداث الإنسانية خزيا مع مطلع القرن الواحد والعشرين ميلادي.
وأضافت الصحيفة الاسبانية أن الإهمال طال الآلاف من المدنيين والذين تحول مكان عيشهم ووطنهم العريق إلى ساحة معركة دامية، وذلك أمام عجز كبير وولامبالاة مستفزة من طرف المجتمع الدولي الغارق في سيل من البيانات العامة والتي أثبتت أنها غير قادرة على تقديم حلول فعالة على أرض الواقع أو حتى على الأقل ضمان الحد الأعلى من الأمان للمدنيين غير الحاملين للسلاح.
وأضافت الجريدة الاسبانية الشهيرة في افتتاحيتها :” قوات “الديكتاتور السوري” بشار الأسد، تمكنت بعد تنفيذ حملات دامية استخدمت خلالها الأسلحة المحظورة دوليا، من استعادة جزء من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة، كما إنها استعملت أيضا أسلحة محظورة حسب الاتفاقيات الدولية للحرب”، ثم قالت :” كل هذه الجرائم التي يقوم بها النظام السوري، تحدث بدعم من روسيا التي قدمت أدلة كافية على نفاقها في سوريا، التي استهلت تدخلها بذريعة محاربة تنظيم الدولة، كما يقوم مقاتلو تنظيم الدولة بالتقدم نحو مدينة تدمر التاريخية، حيث أصبحوا لا يواجهون صعوبات جمة في سوريا، على عكس ما يواجهونه في العراق بسبب الحصار المفروض عليهم” على حد قولها.
وختمت الصحيفة الاسبانية مادتها الاعلامية بالقول :” في هذه المرحلة، من المرجح أن تقوم قوات بشار الأسد، أو “بالأحرى مليشيا حزب الله الموالية لإيران”، باسترجاع مدينة حلب كليا، وبذلك يمكن القول إن موسكو وطهران قد أنقذتا حليفهما في المنطقة، على حساب أرواح المدنيين، من خلال عرقلة مباحثات السلام. وحتى هذه اللحظة، لا زلنا في انتظار بيانات تنديد وإدانة المجتمع الدولي لما يحصل في سوريا”، مضيفة في تساؤل :” إلى متى ستتواصل عرقلة محادثات وقف إطلاق النار في سوريا؟ ومتى سيتم التوصل إلى حل لهذه الحرب الدامية؟ وإلى متى ستستمر هذه الكارثة الإنسانية في حلب؟”.
هذا خرج العديد من المحاصرين في مدينة حلب على مواقع التواصل الاجتماعي للحديث على أن “القيامة قامت في حلب” وأن الجميع ينتظر إما الموت بشكل مباشر أو الاعتقال الذي يعتبر رديفا للموت بعذاب في معتقلات “آل الأسد”.