اعتبرت تقارير صحفية أن الإهانة الكبيرة والاعتداء الجسدي الذي تم على اعلاميين مواليين لنظام عبد الفتاح السيسي عند قيامهم بتغطية أحداث تفجير الكنيسة البطرسية بمنطقة العباسية قلب العاصمة المصرية القاهرة، هي إشارة على أن بعض مظاهر “الغضب المسيحي” بدأت فعليا بالتجلي في المشهد السياسي والمجتمعي المصري، بعد أن اغتال التفجير 25 قبطيا مصريا وتسبب في إصابة 49 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وأضافت ذات التقارير أن السيسي لامس بنفسه وبشكل شخصي الغضب والهتافات التي شابهت إلى حد كبير الشعارات التي خرجت من حناجر المصريين عقب ثورة 25 يناير، والتي كان أحدها :” طول ما الدم المصري رخيص، يسقط يسقط أي رئيس”، كما وصل الأمر كما بثت بعض القنوات العربية والمصرية مطالبة بعض الشباب المصري السيسي بالرحيل لأنه غير قادر على مجابهة الإرهاب على حسب وصف المحتجين، كما قال فريق آخر أن ما يحدث حاليا في مصر، يتم برسم وتخطيط وزارة الداخلية التي تريد أن تشجيع الحرب الأهلية والطائفية في البلاد.
وطالب بعض المحتجون من البابا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذكسية القيام بتعيين حراسة مسيحية وتأمين الكنائس عبر “الشعب المسيحي”، عبر دعم هذه الحراسة بأجهزة تفتيش ذاتية وجهاز كشف المتفجرات “إكس راي”، حيث قال أحد المحتجين في تصريح لموقع “مصر العربية” :” الكنيسة لابد أن تضع رجال أمن من أبنائها يخافون عليها ويقومون بحمايتها”، مضيفا :” يجب أن أخاف على أمي وأختي وأولادي”.
في سياق متصل هاجم إبراهيم عيسى، الإعلامي المصري الذي يعتبر من الموالين للنظام الحالي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤكدا على تعاطفه الكبير مع “الغضب المسيحي”، لكنه استبدل كلمة السيسي بـ “الدولة” من أجل الهجوم على ما اعتبره فشلا أمنيا ذريعا.
وقال عيسى في برنامجه “مع إبراهيم عيسى” الذي يپ عبر فضائية “القاهرة والناس” يوم الاحد:” دولة 2010 لم تختلف عن دولة 2016، فما الفارق بين حادثة تفجير “القديسين” وتفجير الكنيسة البطرسية؟”، مضيفا :” هذا الحادث دليل واضح على امتداد الفشل الأمني منذ حادثة تفجير كنيسة القديسين، وحتى اليوم”.
أما القيادات الدينية المسيحية المصرية وعلى رأسها رجال الدين فلعبت دورا في محاولة تهدئة المسيحيين الغاضبين، حيث قال بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني أنه يشكر بشكل كبير الدولة المصرية على مشاعرها الطيبة وقيامها بالعمل على حماية الجميع كمصريين، مطالبا “رعيته” بتنظيم مشاعرهم قبل التهور.
هذا وكان وزير الداخلية المصري، مجدي عبد الغفار قد اتصل بالبابا تواضروس الذي قطع زيارته لليونان من أجل تعزيته في الفاجعة، مؤكدا أن الدولة تعمل بشكل كامل من أجل سرعة ضبط الإرهابيين.
وكان الأب ماكاري يونان قد طالب المسيحيين من الشباب بعدم التسرع، والخضوع للسلاطين كما جاء مقررا في الديانة المسيحية لأن هذا دين، ولا يجب اللعب على وتر الثورة من أجل دغدغة مشاعر الغاضبين، والوقوع في المعاصي.