ديسمبر هو الشهر الذي حصلت فيه الأرض على شيءٍ من خارج هذا العالم حرفياً وهي بعض الحبيبات وحبات الرمل الصغيرة التي تم انتزاعها من كويكبٍ يبعد عنا نحو 290 مليون كيلومتر وحالما تعود هذه القطع من ريوجو إلى الأرض بأمان فإنها ستساعد العلماء على تعلم المزيد حول كيفية تشكّل النظام الشمسي.
أطلقت جاكسا وهي وكالة الفضاء اليابانية هايابوسا 2 قبل ستة أعوام في الثالث من ديسمبر عام 2014. وصلت المركبة الفضائية إلى ريوجو بعد 4 سنوات في شهر يوليو من العام 2018 حيث درست موطن إقامتها الجديد -الذي يبلغ عرضه نحو 900 متر- من مدارها باستخدام العديد من الأدوات المتنوعة (بما في ذلك الكاميرات الضوئية والكاميرات الحرارية والليدر). كما نشرت 3 عربات متجولة صغيرة على سطح الكويكب التي بدورها استخدمت مجموعة متنوعة من الأدوات لدراسته عن كثب وساهم كل هذا مساهمة كبيرة في مساعدة العلماء على فهم طبيعة ريوجو بصورة أفضل فهو عبارة صخرة بدائية غنية بالكربون إلا أنها أقرب إلى الركام الصخري حيث تتمتع بدرجة عالية من المسامية وتحتوي على معادن رطبة أقل مما كان متوقعاً في البداية فالكويكبات التي تشبه ريوجو هي الأكثر شيوعاً ولكن نظراً لكونها مظلمةٌ جداً تصعب دراستها باستخدام التلسكوبات وبالرغم من هذا تبقى عمليات الرصد التي تماثل ما يقوم به هايابوسا 2 محدودة ذلك لأن عدد أنواع الأدوات التي يمكن إرسالها في الفضاء محدودٌ بدوره كما أنها لا تنجو دائماً في رحلتها الفضائية فقد تعطلت إحدى عربات هايابوسا الأربعة المتجولة حتى قبل إطلاقها.