قال مؤرخ إسرائيلي إن عناصرا من الموساد الاسرائيلي متهمة باغتيال السياسي اليساري المغربي المهدي بن بركة، والذي كان أكبر معارض اشتراكي للملك المغربي الراحل الحسن الثاني، حيث أكد ذات المتحدث أن أعضاء من الموساد ساعدوا جنرالا مغربيا على عملية إخفاء جثة بن بركة في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس.
يغال بن نان وهو خبير في العلاقات المغربية الاسرائيلية نفى في نفس الوقت أن يكون الجنرال أوفقير الذي كان قد قاد عملية انقلاب عسكري فاشلة على الحسن الثاني سنة 1972 له يد في هذه العملية التي تم فيها اغتيال المعارض اليساري.
وأضاف المؤرخ الاسرائيلي إنه تحدث في وقت سابق مع ضباط سابقين في الموساد الاسرائيلي ما جعله يكتشف ان الحقيقة هي مغايرة لما هو رائه.
وأضاف ذات المتحدث في تقرير تم نشره على بعض المواقع المغربية أن الملك الراحل الحسن الثاني لم يتردد ولو للحظة واحدة في قتل المهدي بن بركة، وهو ما جعله يرسل مستشاره أحمد رضى كديرة من أجل إقناعه بالعودة إلى المغرب بعد أن كان قد فر هاربا إلى الديار الفرنسية، كما أكد المؤرخ الاسرائيلي أن المسئول المباشر عن عملية اغتيال بن بركة هو الجنرال أحمد الدليمي، ذلك لأن الأخير هو مرتكب الجريمة، لكن ذلك لم يكن بأمر من الملك المغربي الراحل، بل تجاوز الدليمي جميع الصلاحيات التي كلفه به العاهل المغربي السابق.
وقال بن نان أن الجنرال الدليمي قام بتعذيب بن بركة عن طريق غطس رأسه في حول مياه بمساعدة “شتوكي” وهو ما أدى لوفاة بن بركة حسب ذات المؤرخ.
وقال ذات المتحدث :” بعد أن لقي بن بركة حتفه، اضطرب الجنرال الدليمي فاتصل بالموساد حتى يتخلصوا من الجثة، واستطاع عميلان للموساد في باريس إقبار جثة بن بركة في مكان بضواحي باريس”، على حد زعمه.
وأضاف المؤرخ الاسرائيلي أن بن بركة كانت له علاقات قوية مع إسرائيل خصوصا رئيسة الوزراء الاسرائيلية في ذلك الوقت غولدا مايير، وأيضا مع جهاز الموساد أيضا، لكن العلاقة انقطعت بعد أن قام المعارض المغربي بطلب إمداد بالأسلحة لمواجهة النظام الملكي القائم.
جدير بالذكر أن الروايات مختلفة حول قضية اغتيال المهدي بن بركة وأيضا مكان جثه، فهنالك رواية تقول أن جثة بن بركة تم ادابتها في الأسيد بإحدى المقرات السرية للمخابرات المغربية، فيما قالت رواية أخرى أن جثة بن بركة تم تقطيعها إلى أطراف، وتم ترحيل الرأس فقط للمغرب، فيما قال آخرون أن الجثة تم نقلها بالكامل إلى الرباط، حيث تم دفنها بباحات إحدى المعتقلات السرية للمخابرات المغربية، فيما تبقى الحقيقة الوحيدة أن مصير جثة بن بركة لازال حتى الآن مجهولا رغم مرور حوالي نصف قرن على مقتله.