قام العشرات من المصلين المغاربة بإجبار إمام المسجد الذي كان يلقي الخطبة بأحد مساجد بمدينة فاس المغربية على النزول، ليقوموا بعد ذلك بتنظيم وقفة إحتجاجية من داخل المسجد، بسبب قرار من وزير الأوقاف والشئون الإسلامية بعزل إمام المسجد الذي كان يقوم بالخطابة لمدة ثلاثين سنة كاملة، وذلك بعد اتهامه بخلط الدين بالسياسة، ما جعل العديد من الناشطين المغارة يتهمون الوزير بـ “علمنة الحقل الديني”.
ورفع المصلون مباشرة بعد نهاية أذان صلاة الجمعة العديد من القرارات التي تهاجم أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشئون الإسلامية بعد قراره بتوقيف إمام المسجد محمد أبياط، والذي يشغل أيضا منصب أستاذ جامعي بكلية الشريعة بمدينة فاس.
ورفض المحتجون الاستماع لخطبة الجمعة، مطالبين بإعادة الخطيب الذي تم إيقافه، رافعين شعار “لا خطبة بدون أبياط”، فيما انتشر الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي وتم تدشين وسم “كلنا أبياط” للتعاطف مع الخطيب الموقوف.
وتسببت الاحتجاجات بنزول الخطيب الجديد من المنبر، ليقوم بعدها المحتجون بتنفيذ وقفة داخل المسجد، متهمين الوزارة بإقصاء الخطباء المعتدلين من المنابر، وهو ما سيدفع الشباب إلى براثن التطرف، كما قم المحتجون بمهاجمة وزارة الأوقاف متهمين الوزارة بتوقيف عالمين وخطيبين بالمدينة في سنة واحدة لأسباب سياسية.
وقال المحتجون أنهم دائما ما يأتون إلى المسجد الذي يحمل اسم “يوسف بن تاشفين” ويتتبعون محمد أبياط، مؤكدين أن هذا الإحتجاج هو مع شخص في مثابة شيخهم وأستاذهم ضد قرار اعتبروه خاطئا 100 بالمائة.
ونقلت تقارير صحفية شهادة أحد الأشخاص الذي كان حاضيا وهو باحث شرعي حيث قال في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك :” حج المصلون الى يوسف بن تاشفين الذي يخطب فيه العالم الجليل محمد أبياط الذي عزله وزير الاوقاف بداعي الخلط بين الدين والسياسة، فاذا بالمصلين يجدون عوضه خطيب آخر، لم يبدأ الخطيب خطبته بعد الأذان لصلاة الجمعة، وانما استبق المصلون حديثه بالاستنكار على خطوة وزير الاوقاف، ..بدأ “حسبنا الله ونعم الوكيل”..”لا إله الا الله محمد رسول الله”..”يا مندوب يا جبان الخطيب لا يهان” ..يا وزير يا جبان العالم لا يهان”..واستمر الناس هكذا بشكل عفوي مستنكرين خطوة وزير الاوقاف..ومطالبين اياه التراجع عن القرار …” مضيفا :” بعد أن غادر الخطيب الذي استقدمته الأوقاف المنبر غادر المصلون المسجد ليختموا احتجاجهم خارج المسجد ..مطالبين الاوقاف بالعدول عن القرار في حق عالم مشهود له بالوسطية والاعتدال ونبذ التطرف وانتشال فئات واسعة من مشاتل التشدد بخطابه العلمي الاجتهادي..كما طالبوا الوزارة بمراجعة نهجها في الشأن الديني والعلاقة مع خطباء المنابر، حيث اصبحت المقصلة في حق الخطباء أداة فعالة لعزل المساجد عن وظيفتها الاجتماعية ..واصبحت قرارات وزير الاوقاف مدعاة لفقدان الثقة في المؤسسات الدينية الرسمية من لدن فئات عريضة ..وهو ما قد يدفع هاته الفئات الى اخذ فهمها الديني ممن هم في الهامش..والهامش منتج للتطرف”.