ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن كبار الخبراء والمعلقين كبار في تل أبيب إن إسرائيل ستكون أحد أكبر الخاسرين في حالة قررت حركة فتح تغيير رئيسها الحالي محمود عباس الذي يعتبر أحد أهم القادة الفلسطينيين من ذوي العلاقات القوية مع القيادات الإسرائيلية، حيث كان أحد الحضور العربي المتزعم لحضور جنازة شمعون بيريز الرئيس الإسرائيلي السابق.
وقال تسفي بارئيل، معلق الشئون الإسرائيلية لدى صحيفة هارتس العبرية الشهيرة أن عباس أصبح في الوقت الحالي “ذخرا إستراتيجيا” لحكومة اليمين الإسرائيلي بقيادة بينامين نتنياهو.
وقال الباحث السياسي الإسرائيلي في مقال قام بنشره على نفس الصحيفة أن عباس يجمع صفتين رائعتين تصبان في مصلحة اليمين الإسرائيلي، حيث قال :” حكومة نتنياهو تبرر عدم تقدمها في مسار المفاوضات بزعم أن عباس ليس شريكا لها في مشروع التسوية، وفي الوقت ذاته فهي تأمن جانبه ومطمئنة إلى أنه لن يقدم على أي تحرك جدي ضد إسرائيل في المحافل الدولية”.
كما امتعض بارئيل من بعض الاحتفالات التي أطلقها اليمين المتطرف الإسرائيلي بتوقعات تآكل حظوظ أبو مازن في قيادة فتح لولاية أخرى، وقرب ترجله مع مركزه الذي يعتبرا مهما جدا في فلسطين، معتبرا أن من يقول ذلك لا يدرك أن سيناريوهات ما بعد عباس ستكون صعبة وسلبية جدا لإسرائيل.
وأضاف ذات المتحدث :” في حال تمكن الفلسطينيون من الاتفاق على قائد لخلافة عباس، فإنه سيكون بكل تأكيد “أكثر نفعا للمصالح الفلسطينية وأكثر ضررا للمصالح الإسرائيلية، أي قائد سيخلف عباس سيكون أكثر تشددا ضد إسرائيل وسيشرع في حملات دولية ضدها وسيحرص على إنهاء حالة العداء مع حركة حماس” والتي تصنفها تل أبيب كمنظمة إرهابية.
وعن نظرته لسيناريو عدم وجود عباس قال الخبير الاسرائيلي:” السيناريو الأكثر “قتامة يتمثل في سيادة الفوضى في أعقاب غياب عباس وتفكك السلطة وتولي إسرائيل المسؤولية المباشرة عن إعالة الفلسطينيين وإغاثتهم، إلى جانب خطر اندلاع مواجهات كبيرة، وهو ما سيعطي حركة حماس القدرة الكبيرة من أجل التأثير في وثيرة الأحداث بشكل كبير”، محذرا في نفس الوقت أن أي سيناريو في ما ذكر، سيكون قادرا دفع المجتمع الدولي نحو اتخاذ بعض القرارات بفرض عقوبات على تل أبيب، هي في غنى عنها.
وفي نفس السياق، قالت القناة التلفزية العربية العاشرة أن مصادر من داخل جهاز المخابرات الداخلية “الشاباك” غاضبة جدا من الإنتقادات التي يقوم بتوجيهها اليمين الإسرائيلي لمحمود عباس أبو مازن.
وقالت القناة في تقرير بثته أن عددا من المحافل الإسرائيلية ترى أن عباس يعتبر بالفعل أهم عنصر استقرار في الساحة الحإلية، لأنه هو الضامن الحقيقي لتواصل أمني وتنسيق استخباراتي في الحرب التي تخوضها إسرائيل على حركة حماس.
وأكدت ذات المصادر أن غياب عباس، سيكون له تأثير حقيقي وسلبي على الواقع الأمني للضفة الغربية التي تحكمها فتح، والمناطق الفلسطينية المحتلة من طرف إسرائيل.