باشر قاضي التحقيق، على مستوى محكمة الرويبة بالعاصمة، عملية التقصي في جريمة قتل، راح ضحيتها شاب ثلاثيني، بعد تلقيه طعنات مميتة من طرف ثلاثة أشخاص، هم رهن الحبس المؤقت، ويتعلق الأمر بكل من “ط. م” وق. ن”، إلى جانب آخر يدعى “ع. م”، الذين تورطوا في جريمة قتل بدم بارد، انتقاما لقيام الضحية بضرب شقيقة أحد المتهمين، التي كان على علاقة غرامية بها.
تفاصيل الجريمة التي اهتز لها حي درقانة بالعاصمة، منذ أيام، كان سببها الرئيس خلاف وقع بين الضحية وصديقته، إثر تعرض الأخيرة للضرب من قبله، حسب ما أدلت به خلال سماع أقوالها من طرف قاضي التحقيق، حيث اعترفت بأنها كانت على علاقة غرامية به منذ مدة، وقبل يومين من وفاته اتصل بها هاتفيا وطلب منها التنقل لمقابلته، حيث ضبطا موعدا لهما بمنزل صديقه، مشيرة إلى أن الضحية أصر على بقائها رفقته.. وبعد رفضها، قام بإغلاق الباب وتركها، ليعود بعد ساعة ويحاول إجبارها على المبيت معه.
وخلال إصرارها على المغادرة، نشبت بينهما مناوشات، وقام بالاعتداء عليها بالعنف، واستولى على أقراط من أذنيها، وبعض الوثائق التي كانت بحوزتها، من بينها صكوك بنكية ومبلغ مالي. من جهتها، ردا على ذلك، قامت بكسر هاتفه أثناء الدفاع عن نفسها، ليدخل الضحية في نوبة غضب، وتركها تغادر المكان بعد أن أوسعها ضربا.
وأضافت الشاهدة في الملف أنها اتصلت بابن خالها، وروت له ما حدث، وطلبت منه مساعدتها في استرجاع مستلزماتها، شرط تفادي افتعال أي مشكل أو فوضى.. غير أنه لم يستمع إلى تحذيراتها، واتصل بشقيقها لاحقا، وتوجها إلى منزل الضحية، دون أن تعلم بما حدث بعدها، سوى أن صديقها كان حاملا سكينا خلال الشجار، وأنه قد توفي نتيجة طعنات في جسده.
وكشف شاهد ثان في الملف، هو ابن عم الضحية، أن الأخير اتصل به صباح يوم الوقائع، ليطلب التوسط له لحل مشكل عالق بينه وبين أخي صديقته، غير أنه انتظر اتصاله لمنحه رقم هاتفه دون أن يفعل، ليعلم بعدها أنه قد قتل. وفور سماعه خبر وفاته، سارع إلى إخطار مصالح الأمن بما دار بينهما من حديث آخر مرة كلمه.
وبعد فترة من التحري، توصلت الشرطة إلى ثلاثة أشخاص مشتبه فيهم، استنادا إلى المعلومات المتحصل عليها من مسرح الجريمة، وعرض الجثة للتشريح الطبي.
و وجهت جناية تكوين جمعية أشرار بغرض الإعداد لجناية، وجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، إلى المتهمين.