دخل عشرات الشباب المحتجين، بأم البواقي، الأحد، أسبوعهم الثاني من الإضراب عن الطعام، و”عن الكلام”، تعبيرا منهم عن مدى تذمرهم واستيائهم مما أسموه بالحقرة والتهميش الذي طالهم من طرف المنتخبين وكذا السلطات الولائية، التي – حسبهم – لم تكلّف نفسها حتى عناء التنقل إليهم والاستماع لانشغالاتهم التي وصفوها بالمشروعة.
المحتجون افترشوا محيط ديوان الوالي، حيث قضوا إحدى عشر ليلة في العراء مضربين عن الطعام، وعن الكلام أيضا، متمسكين بمطلبهم الوحيد وهو توزيع القطع الأرضية.
فيما صرح ممثل عن المحتجين للشروق، كتابة وليس كلاما، لأنه أضرب عن الكلام مثل المحتجين، بأنّ الشباب المضرب عن الطعام والكلام يمثل فئة اجتماعية تم تهميشها لسنوات طويلة، حيث أكّد المحتج ذاته أن مدينة أم البواقي، تحوي على تحصيصات صالحة للبناء وعلى المسؤولين توزيعها على الشباب قبل أن تطالها أيادي مافيا العقار، مضيفا أن أبناء المدينة يتمتعون بقدر واف من الوعي ولن يتراجعوا عن مطلبهم إلى غاية تطبيقه، مشيرا إلى أن المحتجين لا يطلبون المعجزات بقدر ما يطالبون بالتطبيق الفعلي والاستجابة لانشغالاتهم.
عملية الإعتصام أسفرت عن تدهور الحالة الصحية لأزيد من عشرين شابا تم نقلهم من قبل مصالح الوحدة الرئيسية للحماية المدنية إلى المستشفى المحلي محمد بوضياف، لأجل تلقي الإسعافات الطبية اللازمة.
مصدر من بلدية أم البواقي صرّح أنّ عملية توزيع القطع الأرضية، ليس من صلاحيات البلدية بل من صميم اختصاص الوكالة العقارية، في حين استنكر المحتجون عبر كتاباتهم ولافتاتهم عملية تهميشهم من قبل المنتخبين على المستوى المحلي وكذا الوطني، ماعدا تنقل سيناتور الولاية ليلا لمكان الإحتجاج المسمى من طرف المحتجين بـ “مسرح الجريمة” والذي وعد بنقل انشغالهم للسلطات العليا قصد إيجاد حل في أقرب الآجال، يحدث هذا تزامنا واستقبال ولاية أم البواقي للوالي الجديد، السيد تيبورتين زين الدين، القادم من ولاية تيزي وزو أين كان يشغل منصب أمين عام، وذلك خلفا للوالي السابق حجاج مسعود، الوالي الجديد في المنصب والجديد أيضا في الولاية سيجد أمامه تحديات كبيرة وملفات ثقيلة أنهكت المواطنين في مقدّمتها القطع الأرضية، وهؤلاء المحتجين الذي قالوا بأنهم لن يأكلوا ولن يتكلموا حتى تتحقق مطالبهم.