استقبل مركز الإيواء الإستعجالي بدالي ابراهيم بمختلف ملحقاته بالجزائر العاصمة خلال التسع أشهر الأولى من السنة الجارية ما يقارب 12.000 شخص بدون مأوى، حسبما علم اليوم السبت عن مدير مكتب التضامن الاجتماعي بولاية الجزائر.
وأوضح محمد العيشي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أنه تم تسجيل منذ بداية شهر يناير والى غاية شهر سبتمبر المنصرم، ما مجموعه 11.770 حالة لأشخاص دون مأوى تم التكفل بهم بصفة “إستعجالية” على مستوى مركز الإيواء بدالي ابراهيم وملحقتي تسالة المرجة ودار الحسنة.
وسُجل أكبر تعداد من الفئة المتكفل بها خلال الفترة المشار إليها على مستوى مركز دالي إبراهيم الذي استقبل لوحده 11.456 حالة، (10.230 رجل و 1050 إمرأة و 171 طفل)، فيما استقبل مركز دار الحسنة المخصص للتكفل بالنساء في وضعية صعبة 314 حالة (209 إمرأة و 105 طفل).
وعن الوضعية الاجتماعية لهؤلاء، قال المتحدث، أنها تتشكل غالبا من جميع فئات المجتمع العمرية، وتخص غالبا أشخاصا من ولايات داخلية وليسوا من قاطني الجزائر العاصمة، مبرزا أن أكثر الحالات التي يتم التكفل بها تسجل خلال فترة الشتاء.
وأردف أن فئة القصر المتكفل بها تمثل في أوقات كثيرة حالات التلاميذ الذين يفرون من ذويهم خلال فترة الإعلان عن نتائج الامتحانات الفصلية أو تلك الخاصة بنهاية العام الدراسي.
وقال أن غالبية تلك الحالات يتم إرجاعها إلى ولايتها الأصلية في ظرف قصير بعد الاتصال بعائلات القصر، فيما تستغرق وقتا أكثر بالنسبة للسيدات، لاسيما حين يتعلق الأمر بالأمهات العازبات لحساسية وضعيتهن الاجتماعية.
وعاد المعني للتذكير بأرقام سنة 2018، والتي تم خلالها عن طريق مراكز المساعدة الاجتماعية التكفل بأزيد من 18 ألف شخص من دون مأوى وفي وضعية صعبة، متوقعا أن تناهز أرقام هذه السنة نفس التعداد أو تتجاوزه بقليل.
وأكد السيد العيشي أنه ومع قرب حلول فصل الشتاء، تعمل مصالح المؤسسة على التكثيف من الدوريات الليلية لفرقها، لضمان نقل الأشخاص المشردين إلى مراكز الإيواء، مشيرا إلى أن مجموع الدوريات المبرمجة حسب مخطط نشاط المؤسسة على مدار السنة يقارب 1500 دورية، وتعمل فرق المؤسسة ضمن دوريات تضم خمس حافلات بسعة نقل تناهز 50 شخص، بصفة يومية ودون توقف.
وتضم الفرق المشار اليها 12 عنصرا يعملون على إقناع المشردين بضرورة مرافقة الدورية لمراكز الإيواء، وذلك بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية والأسلاك الأمنية مع توفير خدمة طبية لهذه الفئة منذ اللحظات الأولى التي يتم التعامل معها.
من جهة أخرى تعمل المؤسسة، يقول المصدر، على “مشروع فكرة لاستحداث رقم اخضر خاص بمصالحها” من اجل تسهيل عملية التبليغ عن حالات وأماكن المشردين التي يصادفها المواطن عبر مختلف بلديات الولاية.
كما يبقى المواطن ومختلف الجمعيات الناشطة في المجال الاجتماعي مدعوة للمساهمة مع مصالح مكتب التضامن الاجتماعي في عملية التكفل بهذه الفئة، حيث أكد السيد العيشي أن أبواب المكتب مفتوحة لكل الجمعيات المعتمدة الراغبة في تقديم يد المساعدة لهذه الشريحة.
يشار إلى أن مؤسسة مكتب التضامن الاجتماعي تابعة لمصالح ولاية الجزائر، و تشرف على متابعة و تسيير عدد من المراكز الخاصة بإعانة المتشردين والفئات الهشة التي تتواجد في وضعية صعبة إضافة إلى فئة الشباب المعرض للخطر (المُعنف والمُدمن على المخدرات)، وتتوزع هذه المراكز عبر بلديات بولوغين والرغاية شاطئ وباب الوادي و دالي ابراهيم و تسالة المرجة.