…إذن بعد توزيع الأقراص المهلوسة على الشعب الفقير وقتل ارادتهم ووعيهم وفكرهم الان تتم تصفيتهم جسديا وبالموت البطيء أي شر هذا أقحمت نفسي فيه بل اي زبانية جهنم أتعامل معهم فقلت له حسن سيدي سأقوم بالعملية فقط اعلمني بالوقت فحسب سألته وانا اترك هذه الافكار التي تزورني من حين لآخر ولم اسمع جوابا منه فرددت قائلا سيدي اتسمعني ماذا حصل؟ بعد مدة ليست بالقصيرة جائني الرد من عند الضابط اجل اسمعك جيدا لكني كنت مشغول بالهاتف الاخر فلقد جائتني تعليمات جديدة شعرت ببعض الحيرة وانا اسأله هل هذه التعليمات الجديدة تتعلق بعملية اللحم المستورد من اسبانيا اجابني بصوت ساخر وهو يقول فل يحفظ الله جنرالات هذه البلاد وليمدد في عمرهم من نبرة صوته الساخرة علمت ان هناك شيئ غير مطمئن فسالته هل من شيئ جديد…
اكمل بنفس النبرة وهو يقول الجنرالات يفكرون في كل لحظة وفي كل ثانية في مصلحة الشعب وفي راحته وفي عيشهم الرفاهية والصحة والسلامة تأكدت من ان الجملة التي ستلي هذه المقدمة ستكون كارثة بمعنى الكلمة سألته بقلق وضح لي من فضلك فمازال الامر غامضا بالنسبة لي اجابني ساخرا لا شيئ جديد عندما تتم صفقة اللحم الفاسد وترسلها الى الجزائر مع الرجال ستعود الى فرنسا مرة اخرى سالته بحذر مازالت لدينا البضاعة في المخازن ولم تنفد من السوق بعد اجابني وهو يتهكم اعلم ذالك ستذهب لتعقد صفقة ادوية ولاتقل لي مرة اخرة ان هذه الصفقة عادية ولا تحتاج إلا إلى موظف عادي بسيط ليقوم بها واطلق ضحكة عالية وانا اخمن في عدت احتمالات لهذه الصفقة الجديدة قد تكون اسلحة او صفقة مسحوق الكوكايين لم تتضح الصورة بعد في ذهني ثم سكت قليلا كانه يقرأ افكاري فرد قائلا هي هي صفقة ادوية الا ان هذه الادوية محظورة الاستعمال في فرنسا بل في اروبا بأكملها وسنقوم بإدخالها الى البلاد وبيعها على انها ادوية سليمة وبأضعاف ثمنها الاصلي نظرا لشحها في السوق وسنقوم بتوزيعها في ولايات البلاد على حسب الوضعية وحالة الاوضاع هناك…
نظرت اليه وسألته مستفهما سيدي لم افهم جيدا جملة على حسب الاوضاع في الولايات بالبلاد ممكن أن توضح لي اكثر اخذ نفسا عميق وقال انت تعلم ان اي خطوة يقوم بها نظامنا العظيم الا وهناك خلية من امهر العقول واكثرهم دراسة لشعوب العالم الثالث من بينهم خبراء من فرنسا ومن روسيا وحتى اسرائيل يخططون لنا الطريق والنهج السليم لنسيطر به على شعب الجزائر توقف عن الكلام يلتقط انفاسه سانحا الفرصة لتسائلاتي وتحليلاتي اذن خبراء غربيين وحتى من بني يهود يضعون المخطط الجهنمي للسيطرة على الشعب والقضاء على وعيهم وارادتهم وادراكهم وجعلهم يتخبطون في مشاكلهم وامراضهم والتناحر فيما بينهم والتقاتل من اجل لقمة العيش ويظل الزوالي الجزائري تحت الحذاء ورحمة القادة الأسياد..
وتابع قائلا ومن اهم الالاعيب الموضوعة في هذا المخطط هو توزيع توزيع المخدرات والاكل الفاسد والادوية المحظورة على حسب الولايات التي توجد بها بؤر التوثر وقابلة لاشتعال والانفجار و الثورة على الأسياد وبدأت بشاعة المخطط تتضح لي شيئا فشيء فتابع قائلا انت تعلم ان رجالنا مندسين وسط الشعب بكل اطيافه وبكل فئاته ويحسبون كل خطوة يمشيها اي فرد من المواطنين بل ويعدون حتى انفاسهم وهكذا عندما تكثر الاسئلة وتبدأ الاعناق تتطاول لرؤية صومعة الاسياد ويبدأ التمرد وعدم الرضى بالخيرات والمميزات التي يوفرها لهم القادة وينكرون هذا الامن والاستقرار الذي تعيشه البلاد حينها نتدخل نحن فنقوم بتخدير العقول وجعلها مبتهجة وحالمة وسعيدة ونملا البطون باللحم المستورد الفاخر وحين يثقل اللحم على المعدة فلابد من قرص فوار يهضم هذه الوجبة الدسمة ثم نغرق الولاية المعلومة بالأدوية الاجنبية وبهذه المعادلة البسيطة يصبح الشعب مخدر العقل ومغيبه ويعاني الاوجاع والالام في بدنه ويشتكي من غلاء اللحم والادوية وقلة المال وبدل ان يشغل نفسه بأسئلة فلسفية عن النظام والثروات والحريات والرفاهية يكتفي بمشاكله اليومية وجريه خلف لقمة العيش وإشباع إدمانه من المخدرات…
صدمت من هول هذه المعلومات الخطيرة ومن سياسة الصهاينة هذه اذن هكذا تحاكى سياسة الخسة والغدر وسط الظلام الحالك من اجل هذا الشعب المغلوب على امره اذن هؤلاء الجنرالات هم السبب في موت جدي بحسرته بعدما دافع عن تراب البلاد وقاوم الاحتلال بدمه وروحه وفي الاخير لم يحصل سوى على معاش سنوي لا يكاد يكفيه لمدة شهر واحد وهم السبب في وفاة اخي الاكبر في عرض البحر وهو يحاول ان يحرق الى اروبا مغامرا بحياته وهم السبب في احتراف النساء من الفقر والعجز مهنة الدعارة اقدم مهنة في العالم وهم وهم وهم وهم………..سي احمد اتسمعني ماذا حل بك ؟ أجبته بسرعة لا شيء فقط كنت اجمع افكاري واستعد لهذه الرحلة الجديدة قال لي لا تكثرت لشيء هذه المرة ستسافر في الطائرة وعلى متن الجناح الخاص برجال الاعمال وسنوفر لك الحماية التامة وسأبشرك بخبر سعيد ولكن بعد ان تعود بسلام من أروبا…
غلبني الفضول وحاولت أن اعرف هذا الخبر الجديد فسألته حرجا سيدي الضابط ألا يمكن أن تبشرني بالخبر الأن؟ اجابني بمكر ان قلت لك الان فسوف نحرق المفاجأة ولكن سأعطيك بعض الاشارات انت الان ابن غير شرعي للنظام ولكن بعد هذه العملية وان احسنت التصرف فيها سيكون ميلادك الجديد على يد النظام وستصبح الابن الشرعي للجنرالات زادتني اجوبته حيرة وفضول وشرد ذهني قليلا الا ان قال الضابط الشاب فجأة هيا يا بطل اذهب واجمع اغراضك واستعد فبعد هذه الرحلة ستصبح شيكور مع رتبة قائد ممتاز واطلق ضحكته العالية الكريهة واغلق الاتصال وتركني في حيرة من امري سرعان ما نسيتها عند وصولي الى المنزل التفت هذه المرة بحذر ونظرت الى الشجرة القريبة بشك ثم نظرت خلفي فوجدت الحارسان المكلفان من النظام بحمايتي يلقون لي بالتحية من مكان قريب اطمأننت بعض الشيء ورددت التحية عليهم بحماس وصعدت الى المنزل وانا مرتاح البال على سلامتي وسلامة اهلي بالبيت…
أول ما قابلت في البيت كانت امي قبلت راسها وهي تسالني عن حال عملي الجديد اجبتها بسرعة ان كل شيء على احسن ما يرام واني سأحظى بترقية عما قريب فقامت الحنونة بالدعاء مع القادة الكبار وتسأل الله عزوجل ان يرزقهم ويطيل في عمرهم لا تعلم امي المسكينة ان هؤلاء القادة الذين تدعو لهم ليس لهم لا دين ولا ملة لا يؤمنون حتى بوجود الله وبوجود الجنة والنار فهم يعتقدون بانهم هم آلهة الجزائر المطلقة وان بيدهم الجنة والنار وانهم يملكون مفاتيح رزق العباد وفجأة شهقت امي من الفزع ففي غرفة النوم اطلقت حورية صرخة مدوية يملأها الخوف والرعب ………..يتبع