كشف البروفسور جمال الدين نيبوش، رئيس مصلحة أمراض القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي “نفيسة حمود”، عن أسباب كثيرة تقف وراء الموت المفاجئ، الذي انتشر، حسبه، بشكل رهيب في الآونة الأخيرة، حيث أكد أن 20 بالمائة من أسباب الوفاة تعود إلى أمراض خفية لم يتم تشخيصها، ويكون التدخين، والمخدرات، والسكري، والضغط الشراييني، وراء أغلب السكتات القلبية والدماغية التي تؤدي إلى الموت المفاجئ.
وقال البروفسور نيبوش، أن مصلحته تستقبل سنويا 1200 حالة لأمراض القلب، مع العلم أن المستشفى بحسبه، يقصده مرضى من عدة ولايات مجاورة، وتسجل ذات المصلحة من 5 إلى 6 حالات للسكتة القلبية.
وأوضح نيبوش، أن السكري بات الخطر الذي يزحف إلى كل العائلات الجزائرية، ويمثل نسبة 14.5بالمائة من الأسباب الخفية للموت المفاجئ، مشيرا إلى أن الخبز الأبيض يقف في مقدمة مسببات السمنة والسكري، حيث تحتوي “الخبزة” الواحدة من مادة الفرينة أو الدقيق المكرر على 22 حبة سكر، بينما يعتبر التدخين الذي يمس شريحة تصل إلى 30 بالمائة من المجتمع الجزائري وتمثل النساء والرجال معا، خطر على الصحة العمومية، ووراء ارتفاع حالات السكتة القلبية.
وأردف نيبوش، أن بعض حالات الموت المفاجئة التي تكون جراء سكتات قلبية، تكون مجهولة عند عائلات الميت، ولكن بعض عمليات التشريح كشفت أن هناك تعاطي للمخدرات، مشيرا إلى أحد الشباب توفي فجأة، ولما أخبرت والدته أن ابنها توفي جراء تعاطيه منذ مدة للمخدرات نفت ذلك، ولم تتقبل الأمر، وأوضح أن الكثير من هؤلاء لا تظهر عليهم تصرفات المدمنين على المخدرات.
وأوضح أنه في فصل الشتاء الذي يطول فيه الليل، يسهر بعض الأطفال والشباب ساعات طويلة أمام شاشة الهاتف أو الكومبيوتر، مما يؤثر على نبضات القلب، وعلى الصحة الجسم بصفة عامة، كما يؤدي ذلك إلى الإصابة بالضغط الشرياني، موضحا أن دراسة أجريت على عينة من مستعملي الألعاب الإلكترونية، تبين أن أثناء الانهماك في اللعب ينبض القلب 150 نبضة في الساعة.
ومن جهة أخرى، أفاد نيبوش، بأن حالة الاكتئاب وكذا الشخير خلال فصل الشتاء، تؤثر على باقي الجسم، حيث يضعف القلب، ويهدّد ذلك بالسكتة القلبية، أو الجلطة الدماغية، حيث نصح بعلاج حالة الشخير التي تعرقل عملية التنفس.
وفي ما يخص حالة الاكتئاب التي يكون سببها أحيانا نقص فيتامين “دال”، وأجواء الشتاء المظلمة، أوضح ذات المتحدث، أن بعض أصحاب الشخصيات الحساسية والضعيفة نفسيا، يعيشون حالة توتر، وضغط نفسي داخلي، قد يؤثر على القلب، وفي حالات نادرة، حسبه، يمكن أن تكون هناك وفاة بسبب ذلك.
وأكد رئيس مصلحة أمراض القلب والشرايين بمستشفى “نفسية حمود” بحسين داي، أن التقلبات الجوية وانخفاض درجات الحرارة في مناطق كانت تعرف درجات متوسطة، سيكون محل دراسة وبحث من طرف المصالح الطبية في الجزائر، حيث قال إن هناك سكتات قلبية جراء البرد، حيث لا يحتمل القلب درجات حرارة منخفضة جدا، خاصة عند السكان الذين تعودوا على أجواء معتدلة.
ويرى أن بعض البشر الذين يعيشون في مناطق تشهد تقلبات جوية، وطقس متطرف، سيتأثرون بالتغيرات في درجات الحرارة والفارق الكبير بين ما كان يتم تسجيله وما هو عليه الآن، والدليل بحسبه، أن بعض الدول المتقدمة باشرت دراساتها الطبية حول تأثيرات التغيرات المناخية على صحة الإنسان، وعلى القلب بصفة خاصة.