سلطت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء عقوبة الاعدام في حق المتهم الموقوف “ص.س”. مفتش رئيسي للشرطة سابقا، عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، التي راح ضحيتها زوجته “ب.ع”. ام لأربعة أطفال والتي تزاول عملها كحافظ شرطة بمركز التكوين التقني المتواصل بالمديرية الإدارية العامة بحيدرة.
تتلخص الوقائع أنه بتاريخ 4 أفريل 2020، في حدود الساعة السادسة والنصف مساء. بنداء من قاعة الإرسال لامن ولاية الجزائر، مفاده التنقل الى حي الشرطة ” فوجرو” ببوزريعة. بخصوص قضية اطلاق عيارات نارية من مسدس، راحت ضحيته امرأة.
وعلى إثره، تنقلت مصالح الأمن الى عين المكان، عند مدخل العمارة، عاينوا تواجد جثة ممددة على الارض. مغطاة ببطانية ملطشة بالدماء، تعود للمرحومة ” ب.ع” 43 سنة أم لأربعة اطفال. تزاول عملها كحافظ شرطة بمركز التكوين التقني المتواصل بالمديرية الإدارية العامة بحيدرة.
وقد خلص التقرير الطبي بعد معاينة الجثة، إلى أن الضحية تعرضت لطلقات نارية مما أدى إلى وفاتها.
ومواصلة للتحقيق، تم سماع والدة الضحية المسماة ” ي.ف.الزهراء”. حيث أفادت أن ابنتها خلال الفترة الأخيرة، أخبرتها أن زوجها أصبح متوترا على غير عادته، وبيوم الوقائع كان يقود السيارة بسرعة فائقة من شدة توتره.
وعند وصولهم الى باب العمارة بالحي، نزلوا من السيارة جميعا، فطلب من ابنتها المرحومة تسليم القفة الى والدتها فرضت طلبه. فنزعها من يدها وسلمها لوالدتها،ثم غادرت باتجاه المسكن العائلي بالعمارة.
وأضافت أنها بعد انصرافها قليلا سمعت طلقات نارية، فالتفتت خلفها، فشاهدت ابنتها ساقطة على الأرض على مستوى. مدخل أدراج العمارة والدم على وجهها.
أما زوجها فقد امتطى بعدها السيارة وقام باطلاق عيارات نارية في السماء ولاذ بالفرار.
وعند سماع المتهم ” ص.س” اعترف منذ الوهلة الأولى باقترافه جرم قتل زوجته، مرجعا السبب إلى الشكوك التي كانت تراوده حولها. بخصوص خيانتها له مع المكلف بمكتب التنظيم أين تزاول عملها.
مضيفا انه بتاريخ 19 مارس 2020، تقدم كعادته على متن سيارته إلى المديرية الإدارية العامة مكان عمل زوجته. قصد اصطحابها معه، مضيفا أنه عند اتصاله بها للخروج، اخطرته بأنها منهمكة في تفحص البريد.
وواصل المتهم أنه بعدها ترجّل من السيارة واتجه إلى مكتبها، ابن وجدها برفقة محافظ الشرطة والمكلف بالبريد والسائق الخاص برئيس المصلحة، حيث شاهد الشرطي المكلف بالبريد في وضعية قريبة من زوجته على بعد حوالي 20 سنتيم.
وقال المتهم أنه عند رؤيتهما تغيرت ملامح زوجته الضحية، واستفسرت منه عن سبب تواجده بالمكان، عندها نطق رئيس المصلحة وقال ” اذا سنطبق الإجراءات “.
مضيفا ـ المتهم ـ أنه بعدها غادر على متن مركبته برفقة زوجته، وفي الطريق بقي يسألها عن سبب تأخرها في العمل. إلا أنها ردت عليه أنه مصاب ” بالوسواس”، وعند وصوله الى المنزل ظل يكرر عليها نفس السؤال. فردت عليه بعبارة مستفزة بالقول ” أنت والو بالنسبة لي والو”.
حيث وفي نفس الليلة شعر بالتوتر، فحاول الانتحار في مدينة “دواودة”، إلا أنه تراجع بعدها، وعند عودته الى المنزل قام بضرب زوجته. فطلبت من ابنتها الهروب عند الجيران. مصرحا أنه منذ تلك اللحظة والعلاقة مع زوجته متوترة وتأزمت. حيث كان في كل يوم يطرح عليها نفس الأسئلة عن سبب خيانتها له الى غاية يوم قتلها على يده بمسدسه الفردي.