قضت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، أمي، بادانة المتهم الموقوف ” م.فارس” 38سنة. بالسجن المؤبد، عن تهمة قتل الأصول عن سبق الإصرار والترصد، لازهاقه روح والدته المسنة ذات 80 سنة. عن طريق الخنق حتى انقطعت أنفاسها، وتعريضها للضرب المبرح بمختلف أنحاء جسدها، بتوجيه عدة لكمات وركلات حتى إزرورق رجلها ووجها من شدة التعنيف.
كما تم اجلاء الضحية من منزلها العائلي بمدينة براقي شرقي العاصمة، وسط صدمة الأهل والجيران في الصباح الموالي. بعدما قضى المتهم ليلة كاملة في فراشه نائما بالغرفة المجاورة، تاركا والدته لوحدها بعدما تأكد من وفاتها. قبل أن يغادر المنزل فور اخطار شقيقته الكبرى التي كان لها الفضل في تبليغ فرقة الدرك الوطني، تاركا وراءه رسالة كتبها المتهم بخط يده معربا فيها على أسفه وندمه. جاء في مضمونها بأنه كان يحب والدته كثيرا وكان له طموح لتحقيق أمنياتها واحلامها، موصيا بالاعتناء بأشجار الليمون التي كانت توصيه بها والدته.
وفي تفاصيل المحاكمة التي تأثر لوقائعها الحضور، نظرا لبشاعة الجريمة التي اقترفتها يدا المتهم. فإن القضية انطلقت خلال شهر أكتوبر 2022، أين أقدم المتهم في حدود الساعة الثامنة مساء على الاعتداء على والدته المسنة. التي كانت مقعدة في الفراش لتعرضها لكسر خطير على مستوى الحوض شهر جويلية2022، ولأن آلام الكسور كانت قوية. سبب للضحية المرحومة أرقا خلال النوم مما أدى بها الصراخ عاليا تبكي وتهذي تارة ثم تئن تارة أخرى طوال الليل. وهو الأمر الذي أزعج المتهم لعدم تمكّنه من النوم لمدة تفوق 3 أشهر.
فقام من فراشه توجه الى غرفة والدته وقام بتوجيه لها عدة ضربات رفسا برجله على مستوى رجلها اليسرى حتى ازرق لونها. وهو يضع يده على فم والدته لمدة دقيقة وثانية، مواصلا تعنيفها عن طريق لكمها على مستوى الوجه. حتى انقطعت أنفاس الضحية فماتت متأثرة بحالة الخنق حسب ما أكده تقرير الطبيب الشرعي الذي قام بمعاينة وتشريح الجثة.
وفي الجلسة غابت الكلمات عن المتهم ” م.فارس” وخانه التعبير وهو يُوَاجه بالتهم المنسوبة اليه والجرم الذي اقترفه في حق أقرب الناس إليه. حيث بدا متأثرا وراح يصرح للقاضي بأنه لم يكن يقصد قتل والدته. كما أنه هو الابن الوحيد الذي كان يعيش معها تحت سقف واحد. ولم يكن بينهما أية مشاكل، وأنه بليلة الوقائع لم يتذكر كيف وقعت الجريمة، كونه كان بصدد تهدئتها قبل خلوده للنوم.
من جهتها كشفت الابنة الكبرى للضحية، أنها بيوم الوقائع الموافق ليوم عطلة نهاية الأسبوع ” الجمعة “. زارت والدتها لتفقد حالتها الصحية ورعايتها مثلما جرت العادة، وبعد اطعامها غادرت وتركتها في حالة جيدة.
كما أكدت الشاهدة في أقوالها، أنها كانت تشاهد خدوشا وكدمات خاصة على وجه والدتها المرحومة وفي كل مرة تستفسرها عنها. تخطرها خلسة بأن الفاعل هو ” فارس” قائلة ” اسكتي ربي يهديه” ، مضيفة انها كانت تخشى أن تواجهه، لامتناع والدتها لخوفها عليه وحبها الشديد له.
كما كشفت حفيدة الضحية، أنها كانت تعرف بأن المتهم ” فارس” يضرب جدتها، قبل تأزم صحتها، بحيث كانت ترى كدمات زرقاء بمختلف أنحاء جسدها، لكنها كانت تكتفي عند سؤالها بالقول: ” أسكتي ربي يهديه”.
تجدر الإشارة أن النيابة العامة، قبل النطق بالحكم التمست تسليط عقوبة الاعدام في حق المتهم.