أصدرت محكمة الذرعان بولاية الطارف، حكما جزائيا بثلاث سنوات حبس نافذة وغرامة مالية، عقابا لثلاثة أشخاص، اثنان منهم في حالة فرار، قاموا بتعذيب كلب بطريقة شنيعة ونشر فعلتهم على مستوى منصة التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، مخلفين ذهولا وغضبا وسط الرواد الفضاء الافتراضي، الذين نددوا بالجريمة وبلغوا السلطات الأمنية بمجرد تداول مقطع الفيديو.
ووفق مجريات المحاكمة، فإن رجال الدرك تلقوا تبليغات ورصدوا مضامين يظهر فيها أشخاص يعذبون كلبا بطريقة شنعاء وهو على قيد الحياة، من دون ادنى رأفة ورحمة ووعيا بتعاليم الدين وسلطان القانون وشعور الجزائريين.
وعلى اثر ذلك، باشر اعوان الدرك تحقيقا على مستوى منصات التواصل، وتمكنوا من تحديد هويات الفاعلين، والإيقاع بواحد منهم، فيما بقي اثنان آخران في حالة فرار، وبعدها تم تقديم المعني على وكيل الجمهورية لذات المحكمة.
وبعد استماع النيابة للمتهم والإطلاع على تقارير ومحاضر الضبطية القضائية، تبين ان الفاعلين هم شخص في الأربعينيات وشابين في العشرينيات، وتقرر متابعتهم جميعا بتهمتي الإساءة لحيوان أليف ونشر اخبار ومضامين من شأنها الإخلال بالنظام العام، التي تصل عقوبتهما الى ثلاثة أشهر حبس نافذة بالنسبة للأولى وثلاث سنوات حبس في الثانية.
وعلى هذا الأساس، تم إحالة المتهم الحاضر امام هيئة المحكمة في إطار إجراءات المثول الفوري، وسلطت عليه ثلاث سنوات حبس كأقصى عقوبة مع إصدار أمر بالإيداع الحبس، وأمر بالقبض للشركاء المتواجدين في حالة فرار.
وأحدثت هذه الوقائع حزنا وغضبا في نفوس رواد الفضاء الأزرق واعتبروها تجاوزا أخلاقيا خطيرا في حق الحيوان الأليف واعتداء على الشعور العام من دون خجل او خوف، داعين الى معاقبة هؤلاء وردعهم حتى لا تتكرر ولا تتطور هاته السلوكات في المجتمع.
ونظرا لبشاعة المشاهد، فقد عجز الكثير من الأشخاص بما فيهم بعض أعوان الدرك عن المشاهدة، ما جعل القضاة، على مايبدو، يشددون العقوبة ضد هؤلاء، ليكونوا عبرة لكل من يسعى الى الاعتداء او المساس بالحيوانات، تحت داعي الانتقام او على خلفية احداث الاثارة وحصد نسب عالية من المشاهدات والقراءات والاعجاب، على حساب الأخلاق والشعور العام.