أكد الدكتور إلياس أخاموك المختص في الأمراض المعدية والمتنقلة بمستشفى تمنراست، اليوم الجمعة، إن وباء كورونا أنسى المختصون في الحديث عن داء الإيدز المنتشر عبر مختلف ولايات الوطن، علما إن هناك حالات غير مصرح بها من طرف أصحابها، كما إن عمليات الكشف تبقى قليلة نسبيا.
وقال الدكتور أخاموك في تصريح لإذاعة سطيف الجهوية، للأسف الإيدز ما زال يشكل طابو في بلادنا، وهذا خطأ علينا تغيير الذهنيات وطريقة التعامل مع المصابين على أنهم أصحاب سلوك سيئ ومشين، محذرا من أن هناك حالات كثيرة أصحابها مصابون بالإيدز وهم لا يعلمون، وهنا تكمن خطورة هذا المرض لذلك الوقاية مهمة.
وأفاد المختص في الأمراض المعدية والمتنقلة بأن الجزائر كانت من البلدان الأولى إفريقيا من حيث تسجيل الإصابة بالداء في الثمانينات، وانطلاق العلاج كان عام 1997، عام واحد بعد اكتشاف العلاج. والجزائر تقدم العلاج مجانا لكل المصابين دون استثناء حتى للأجانب، وهي من أولى الدول الإفريقية في توفير العلاج.
وذكر أخاموك بأنه لا يوجد أي علاج شافي تام لهذا الداء، لكن فيه بروتوكول طبي يمكن للمريض ان يعيش به لسنوات طويلة ويوجد مرضى منذ عشرين سنة تزوجوا وأنجبوا أطفالا بشكل عادي. بفضل تواجد 13 مركزا مرجعيا للعلاج، وهناك مراكز جديدة، ونأمل أن تفتح مراكز أخرى خاصة في الجنوب بهدف إنقاذ المصابين من الموت، وتجنب نقل العدوى.
وأشار الدكتور أخاموك إلى أن العلاقات الجنسية الغير محمية هي السبب الرئيسي في انتشار الداء، تضاف لها أسباب أخرى كنقل العدوى من الأم إلى الرضيع. كما أن الأعراض لا تظهر إلا بعد خمس سنوات تقريبا، وتتجلى في نقص الوزن والعياء والاسهال المزمن والحك في الجلد، ثم أمراض انتهازية ظهور سرطانات وبيكتيريا وفطريات. والكشف عنه بالتحاليل.
وخلص الدكتور أخاموك إلى القول بأن هناك تباين في أرقام الإصابات، (ارتفاع وانخفاض) من منطقة إلى أخرى العام الماضي تم تسجيل 1200 حالة وهذا العام ربما سيرتفع العدد نسبيا. وفي تمنراست هناك انخفاض في الحالات، والكشف يستهدف كل سنة 10 بالمائة من المواطنين، غير أن الخوف من المرض يبقى قائما، بعد ما سجلنا 80 حالة في سنوات سابقة وهذا العدد انخفض الآن إلى أقل من 50 حالة سنويا بين الرجال والنساء والأطفال.
ونبه أخاموك إلى أن العلاج المبكر خاصة بالنسبة للمرأة الحامل يمكن من إنقاذ الجنين، ففي تمنراست مثلا وخلال عشر سنوات، كانت هناك 60 امرأة حاملة للفيروس كلهن أنجبن أطفالا أصحاء.