أمر قاضي التحقيق لدى محكمة تيزي وزو، مساء يوم السبت الماضي، بإيداع رهن الحبس المؤقت، المتهم المدعو “ب.ح.م.م”، البالغ من العمر 34 سنة، مطلق وأب لبنت، وهو مسبوق قضائيا، ولم يمر على خروجه من السجن سوى أيام قليلة، وذلك بعد تكييف قضيته على أساس جناية، منها محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار، الإحتجاز والحريق العمدي لمسكن فيه سكان، إضرارا بوالدته “س”، البالغة من العمر 66 سنة، التي تعاني من عدة أمراض، بما فيها مرض القلب، وشقيقتيه “س” 43 سنة و”س” 35 سنة، وطفلي هذه الأخيرة “آ” و”م” البالغين من العمر أربع وخمس سنوات، وكذا ضحيتين من سكان الحي، على رأسهم الستيني “ر”، الذي يعدّ قيّما بمسجد “الرحمة”، كما يقوم برفع الآذان، وهذا بعدما تضرر منزليهما من الحريق المهول في حادثة اهتز على وقعها الحي الشعبي المسمى “المليون” المحاذي لمبنى الولاية، يوم الأربعاء الفارط.
وحسب مصادر إعلامية، فإنه وفي حدود الساعة التاسعة ليلا، دخل المتهم إلى منزله العائلي في حالة سكر، قبل أن يقوم باحتجاز في صالون البيت بواسطة غلق الباب بالمفتاح كل من كان في المنزل، وهم الأم وبنتيها وحفيديها، وقام بتجريدهم من هواتفهم، قبل أن يقوم بإرسال أحد جيرانه، ويتعلق الأمر بشاب يبلغ من العمر 21 سنة، وبعدما هدده بالإعتداء جنسيا على والدته بإحضار له دلوا ذو سعة خمسة لترات من محطة البنزين، وبالفعل تمكن الشاب من إحضار هذه المادة، حيث تسلمها بكل سهولة من أصحاب محطة البنزين، علما أنه لم يتم تصنيفه كمتهم بل كشاهد، وقبل ذلك الإحتجاز ومحاولة القتل، كان الجاني قد اعتدى ضربا على أخته “س” وعمرها 43 سنة، بواسطة عصا خاصة بالستار، حيث تسبب في كسر رجلها الأيسر، مما جعلها تتصل بعناصر الحماية المدنية والشرطة، حيث تنقلت عناصر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية، وهناك تم الشروع في احتجاز رهائنه، فيما رفض تسليم نفسه، وبعد وصول دعم من عناصر فرقة البحث والتدخل، قام مباشرة بعدما أفرغ البنزين الذي كان يضعه أمام رجلي والدته، بإشعال النار، ليندلع حريق مهول متبوع بانفجار غاز الثلاجة، وبكل أعجوبة تمكنت والدته ومن معها من النجاة، فيما راح عناصر الحماية المدنية الذين تنقلوا من أجل نقل المصابة بكسور يحاولون إخماد تلك النيران بواسطة المطفآت الموجودة في سيارة الإسعاف، في انتظار قدوم شاحنة الإطفاء التي تحكمت في الوضع وإنقاذ حي بأكمله، في حين منزل الضحايا، على رأسهم عائلة المتهم، تحول إلى رماد، فيما أصيب هذا الأخير بحروق على مستوى ذراعه الأيسر، مع الإشارة إلى أنه خلال تدخل باقي أشقاء وشقيقات المتهم قادمون من بيوتهم، بعد أن بلغهم بداية خبر اعتدائه على أختهم، قامت إحدى إخواته “و” وتحت مسامع قوات الأمن، بإطلاق صراخ، طالبة من الجيران إيقاف تشغيل الغاز والكهرباء، وهو ما حدث، ومكّن من اجتناب كارثة حقيقية.
وخلال التحقيق، أنكر المتهم ما نسب إليه، وقال إنه كان بصدد الإنتحار حرقا، محاولا تلطيخ سمعة وشرف أمه وشقيقاته، مدعيا أنهن يقمن بإدخال الرجال للمنزل، ولا بد من الإشارة إلى أن جسد المتهم وحتى وجهه مليء بالأوشام، وسبق أن قضى سبع سنوات وراء القضبان، خمسة منها بتهمة ضربه لوالدته الضحية في قضية الحال التي أصرت على متابعته قضائيا وعدم الصفح عنه، وذلك بعدما حول حياتها وحياة فلذات كبدها ،سواء ذكور أو إناث، إلى جحيم حقيقي، ويشكل خطرا حقيقيا عليهم، علما أنه تنتظر الجاني عدة قضايا، بما فيها التسبب في عجز عن العمل لمدة 45 يوما لرئيس لجنة حيه بعدما كسر ذراعه، وكذا قضية أخرى متعلقة بسرقة هاتف إبن خالته.