تمكن أفراد الدرك الوطني الإقليمي في بلدية “أنسيغة” جنوب خنشلة، بالتنسيق مع فصيلة البحث والتحري التابعة لكتيبة الدرك بخنشلة، في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، بعد أربع ساعات فقط من تلقيهم بلاغا بالاختفاء الغامض للطفل “جودة”، البالغ من العمر أربع سنوات ونصف، وحيد عائلته التي رزقت به بعد 20 سنة من الانتظار، من أمام مسكن العائلة في حي “الكاهنة” بمدينة خنشلة.
استنادا إلى معلومات دقيقة تم جمعها من أفراد عائلة الطفل المغدور وسكان الحي، من تحديد هوية القاتل، وهو خاله، البالغ من العمر نحو 45 سنة، الذي بعد مواجهته بالوقائع والأدلة خلال التحقيق، اعترف بارتكابه الجريمة الشنعاء بدافع الانتقام من أخته ووالد الطفل، من دون الإفصاح عن فحوى هذا الدافع لدواعٍ أخلاقية، قبل أن يسرد تفاصيل هذه الجريمة الصادمة التي هزّت سكان ولاية خنشلة قاطبة، وأثارت موجة عارمة من الحزن الشديد والاستياء العميق نظرا لبشاعتها.
وقام المشتبه فيه خال الطفل الضحية بعد الاعتراف بما اقترفته يداه، بإرشاد المحققين إلى مكان رمي جثة الطفل، أين قادهم إلى بئر تقليدية بعمق حوالي ثمانية أمتار في ضواحي منطقة “أولاد سي موسى”، قريبا من قرية “اتمقرة” جنوب غرب بلدية “أنسيغة”.
مصالح الدرك وبعد إعداد المخطط اللازم واتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية للتدخل وإطلاع وكيل الجمهورية بمحكمة خنشلة عن تفاصيل النتائج الصادمة للتحقيق، وتفاصيل هذه الجريمة الوحشية، تنقلت إلى الموقع المحدد مرفوقين بعناصر الوحدة الرئيسية للحماية المدنية وأفراد فرقة التعرف والتدخل في الأماكن الوعرة، أين تم انتشال جثة الطفل بحضور الجاني، قبل تحويله إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى “أحمد بن بلة” على ذمة التشريح الشرعي، الذي أمرت به نيابة محكمة خنشلة الإقليمية لتحديد سبب وزمن الوفاة، لدعم ملف التحقيق المعمق مع الجاني، الذي تم وضعه رهن الحبس النظري لاستكمال إجراءات الإعداد النهائي للملف الجزائي بتفاصيل وقائع الجريمة وخلفياتها، قبل عرضه على الجهة القضائية المختصة للتصرف وفق القوانين السارية، بالتزامن مع اتساع دائرة الاستنكار وارتفاع مطالب ممثلي مختلف جمعيات المجتمع المدني وناشطي منظمات حقوق الإنسان ومثقفي وإطارات الولاية، لتطبيق القصاص العادل في حق الجاني.
وحسب مصادر مطلعة وأخرى ذات علاقة، فإن الجاني ارتكب جنايته الوحشية بدم بارد في حق الطفل البريء “جودة” بعد أقل من ساعة من ترصده قريبا من مسكن العائلة بسيارته في غفلة من أخته، والدة المغدور، وفي غياب زوجها، واصطحابه معه إلى منطقة “أولاد سي موسى” المعزولة في ضواحي قرية “اتمقرة” جنوب غرب بلدية “أنسيغة”، وذلك بكتم أنفاسه إلى غاية التأكد من وفاته، قبل أن يعمد إلى رميه داخل بئر تقليدي بعمق حوالي 8 أمتار، ويغادر الموقع إلى مسكنه في خنشلة، إلا أن مصالح الدرك تمكنت في ظرف قياسي من تحديد هويته وتوقيفه، استنادا إلى المواصفات والمعلومات التي تم جمعها من أفراد عائلة الطفل الضحية، ومن بعض سكان الحي، في انتظار الإعلان الرسمي عن تفاصيل وحيثيات ودوافع هذه الجريمة الشنيعة من نيابة محكمة خنشلة، بعد حصر الحيثيات والوقائع والنتائج النهائية للتحقيق.