عادت وحدات الإطفاء التابعة للحماية المدنية إلى أرض الوطن اليوم الجمعة بعد مشاركتها بأمر من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في إخماد حرائق جبل بوقرنين بالضاحية الجنوبية للعاصمة تونس، التي نشبت يوم الثلاثاء الماضي.
و قد عادت وحدات الإطفاء التابعة للحماية المدنية إلى الجزائر بعد أن تمكنت، رفقة وحدات الدفاع المدني التونسي، من السيطرة كليا على النيران.
وكان في استقبال أرتال الحماية المدنية بعد عبورها الحدود التونسية باتجاه الأراضي الجزائرية بالمعبر البري الحدودي أم الطبول، السلطات الولائية المدنية والعسكرية وعدد من قيادات الحماية المدنية لولايات الشرق الجزائري.
وقال رئيس البعثة الجزائرية للحماية المدنية المشاركة في عمليات إطفاء حرائق جبل بوقرنين، العميد كمال بن قويطن، في تصريح للصحافة، أن أعوان الحماية المدنية “نجحوا بفضل خبرتهم الطويلة في مجال مكافحة الحرائق و الإحترافية الكبيرة التي يشهد لهم بها على المستوى الدولي، رفقة نظرائهم التونسيين، في السيطرة الكلية على ألسنة النيران بجبل بوقرنين”.
وذكر أن الحماية المدنية جندت 31 شاحنة منها 25 شاحنة إطفاء من الحجم الكبير، بالإضافة الى 89 عونا من مختلف الرتب، دخلت كلها الى التراب التونسي فجر الأربعاء الماضي لمساعدة الديوان الوطني للحماية المدنية التونسية في عمليات إطفاء الحرائق، كما أمر رئيس الجمهورية بعد طلب قدمته السلطات التونسية.
وفي تصريح للملازم الاول، فؤاد بلعقون، من مديرية الحماية المدنية لولاية قالمة، وصف العملية ب “الاستباقية والنوعية والتي لجأت فيها الحماية المدنية إلى “استعمال الوسائل الفردية لإخماد بعض المواقع نظرا لصعوبة المسالك أو انعدامها خاصة بقمة الجبل التي لم تتمكن الوصول إليها بواسطة مركبات الإطفاء”.
من جهته، ذكر العون محمد تقيدة من مديرية الحماية المدنية لولاية ام البواقي، المشارك أيضا في العملية، بحفاوة الاستقبال التي حظي بها أعوان الحماية المدنية بتونس و ب”روح الاخوة الصادقة” التي عبر عنها الأشقاء التونسيين اتجاههم”.
وأضاف: “رغم ألسنة النيران التي كانت تحيط بنا في كل ناحية، وصعوبة المهمة، إلا أن إحساسنا بالأخوة هون علينا كل الصعاب في إخماد الحرائق و كانت أولويتنا في هذه المهمة حماية المناطق السكنية ومنع اقتراب النيران منها”.
وأكد عادل فاضل، ملازم أول بالحماية المدنية بولاية قالمة، أن أعوان الحماية المدنية “اثبتوا في كل مرة أثناء ممارسة مهامهم داخل و خارج الوطن إنسانيتهم و إستعدادهم للتضحية من أجل الغير”.
للإشارة، قامت السلطات الولائية بالطارف خلال مراسم استقبال البعثة الجزائرية للحماية المدنية المشاركة في عمليات اخماد حرائق جبل بوقرنين التونسي، بتكريمات رمزية الى كل الأعوان الذين أدوا مهمتهم بنجاح خارج الوطن.
للتذكير، كانت مصالح الحماية المدنية، قد أفادت أمس الخميس، أنه تم إخماد كافة الحرائق التي كانت قد اندلعت بجبل بوقرنين ومنطقة جبل سدراية بولاية بن عروس (تونس)، بعد اللجوء إلى استعمال الوسائل الفردية لإخماد بعض المواقع نظرا لصعوبة المسالك أو انعدامها.
وأضافت أن في حدود الثالثة فجرا، خرجت الإسعافات المكونة من 14 شاحنة إطفاء وسيارتي ربط إلى جبل بوقرنين ومنطقة جبل سدراية بولاية بن عروس، مؤكدة أن الإسعافات الجزائرية تظل تحت تصرف السلطات التونسية.
يذكر أيضا أن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، كان قد أمر، بناء على طلب من تونس، بالإرسال الفوري لعتاد بري وجوي لمساعدة تونس على إخماد الحرائق المندلعة في غاباتها.
وتنفيذا لتعليمات الرئيس تبون، تم تسخير حوامتين من الحجم الكبير تابعتين للقوات الجوية و25 شاحنة إطفاء من الحجم الكبير، 4 سيارات قيادية وسيارة إسعاف طبية و 80 فردا من مختلف الرتب تابعين للحماية المدنية، دخلوا إلى التراب التونسي للمساهمة في إخماد الحرائق التي اندلعت في غابات السلسلة الجبلية الممتدة من جبل بوقرنين إلى حدود برج السدرية في الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية، والتي أتت على مساحات شاسعة من الغطاء الغابي والنباتي للمنطقة.
وقد ساهمت الحرارة الشديدة وشدة الرياح وصعوبة التضاريس في سرعة انتشار النيران، علما أن المنطقة الجبلية الممتدة جنوب العاصمة تونس، تطل على أكبر ضواحي العاصمة ومنها مدن الزهراء وحمام الأنف وبرج السدرية وبومهل.