تابعت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء أمس، الأب و الأم و الإبن بجناية القتل العمدي وجنحة عدم تقديم يد المساعدة لشخص في حالة خطر. و اتهامهم بقتل ابنتهم المتزوجة والمضطربة عقليا عن طريق الخنق بعد تكبيلها بسرير غرفتها بمنزلهم العائلي بالحمامات بباب الوادي بعد دخولها في حالة هيجان بعد رفضها نتائح تحاليل طبية تؤكد عدم” الحمل”.
وفي هذا السياق، ملابسات القضية تعود لتاريخ 30 ديسمبر 2020 حين تعرضت الضحية المدعوة”ح. صبيرة” للضرب ادى إلى وفاتها بمسكنها العائلي الكائن بالحمامات بالعاصمة، وبالغرفة التي كانت بها جثة المرحومة.
ولدى معاينتها، تبين وجود آثار ربط اليدين و بالساقين بعد ربط جثة الضحية بالسرير، ولدى معاينة الوفاة بمستشفى باب الوادي بتاريخ الوقايع وبتاريخ 11 جانفي 2021 تم معاينة آثار الربط والتكميم والخنق على الضحية.
ما يشير ان المتهمين اقترفو الجرم ويتعلق الامر بكل من والدها “ح.الطاهر” وابنه “ح.السعيد” المتهمين بالقتل العمدي ووالدة الضحية المتابعة بعدم تقديم يد المساعدة لشخص في حالة خطر.
كما تبين ان والدها طلب من ابنه ربط شقيقته على السرير الخشبي، وتكميمها بالخمار الخاص بوالدتها، ما ادى الى الاختناق الحاد المسؤول على الوفاة بسبب غلق مسالك الهواء.
وكان طلب ربطها لمنع الضحية من الصراخ بسبب هيجانها قبل نقلها للمستشفى لاسعافها.
بالمقابل شقيق الضحية ولدى استجوابه خلال المحاكمة أكد ان شقيقته ومنذ المراهقة تعاني من اضطرابات نفسية وكانت تخضع لجلسات علاج بمستشفى الامراض العقلية.
كما انه بتاريخ الوقايع نقل شقيقته لمستشفى باب الوادي، من اجل اجراء تحليل الدم للتاكد من حملها من عدمه، غير ان النتيجة كانت سلبية.
ولدى اخبارها بأنها ليست حاملا دخلت في موجة من الهيجان الهستيري ليتم نقلها إلى منزلهم بالحمامات لحقنها بالمهدئات ، وهناك ومن أجل السيطرة عليها قام ووالدهما بربطها على السرير ومحاولة السيطرة عليها لمنعها من الصراخ إلى غاية ان تنام.
من جهته والدها اشار ان ابنته كانت تخضع للعلاج وانها لدى زواجها كانت بصحة مستقرة، وانها بعد ولادة ابنها الاول وتوقفها عن الادوية بسبب الرضاعة تدهورت وضعيتها العقلية.
وانه كان متكفلا بها حتى بعد زواجها لعدم تمكن زوجها من رعايتها بالشكل المطلوب بسبب حالتها العقلية.
كما اشار انه في تلك الليلة احضرها زوجها، وقرر ربطها بتوجيهات من المستشفى.
من جهته زوج الضحية صرح ان” ح صبيرة” زوجته منذ ثلاث سنوات، وانه كان على علم ان زوجته كانت تعاني من اضطرابات نفسية وهي ام طفله الوحيد.
وانه في يوم قبل الواقعة لدى عودته للمنزل اخبرته بإصابتها بنزيف حاد، وانه ظنت انها كانت حاملا وانها اجهضت جنينها. وقامت بتكسير أغراض المسكن.
كما قدم لها دواءها وتم نقلها الى طبيبة النساء، ثم اتجهت الى مسكن والديها بالحمامات لتقضي تلك الليلة هناك وانه تلقى بعدها اتصالا من والدتها تخبره بخبر وفاة زوجته.
موضحا انه لم يعلم بسبب الوفاة الا لاحقا، مضيفا أن زوجته حاولت الانتحار مرارا.
وأمام ماتقدم اشار النائب العام قصد احداث الوفاة قائمة بسبب الضغط النفسي التي احدثته عليهم بالنسبة للاب والاخ وان والدتها ساعدتهم بتسليمهم خمارها لتكميمها، حيث التمس توقيع عقوبة السجن المؤبد والحجر للأب والأخ مع الحرمان من الحقوق المدنية والعائلية و5 سنوات مع 100 الف دج بحق والدة الضحية.