تابعت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء في العاصمة، أمس، شابا في العقد الثاني من العمر بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، على خلفية ارتكابه جريمة قتل في حق صديقه ورفيق الدراسة بعد ما وجه له عدة طعنات في مختلف أنحاء من جسده خلال شجار نشب بينهما بعد انتهاء جلسة خمر.
تفاصيل الجريمة اهتز لها أحد أحياء منطقة بولوغين في العاصمة، مؤخرا، وانطلقت التحريات بها من نداء تلقته مصالح الأمن لولاية الجزائر، بخصوص حادثة اعتداء تعرض لها شاب عشريني بواسطة سلاح أبيض متمثل في “ساطور”، وقد تلقى الضحية عدة طعنات مميتة بعضلة القلب حسب ما كشف عنه تقرير الطب الشرعي، وبعد تحريات معمقة حول ملابسات الحادثة التي بقيت دوافعها غامضة، تم توقيف الجاني ويتعلق الأمر بالمدعو “ز.محمد” مسبوق في عدة ملفات قضائية تتعلق بجرائم السرقة بالعنف.
بالمقابل، كشف المتهم أثناء استجوابه، أنه لم يكن يقصد قتل صديقه ورفيق عمره، بل إن ما أقدم عليه كان دفاعا عن نفسه، وذلك بعدم ا استدعاه الضحية للعراك والشجار عبر مكالمة هاتفية خلال عودته للمنزل فجرا، أين قضيا معا وقتا طويلا في احتساء كمية كبيرة من الكحول وأقراص الاكستازي كانت كافية ليفقدا وعيهما.
يضيف المتهم أنه تفاجأ بالضحية يتصل به ووجه له وابلا من السب والشتم، كما طلب منه مقابلته لتصفية حساب بينهما، وأحضر الضحية معه حسب تصريحات المتهم سكينا وساطورا وعصى خشبية، معترفا لهيئة المحكمة بأن صديقه شخص عنيف متعود على استعمال الأسلحة البيضاء وتناول الكحول والأقراص المهلوسة بكثرة، وخوفا من تعرضه لأي أذى، قرر هو الآخر أن يواجهه ويجلب معه سكينا ليدافع عن نفسه، قبل أن تندلع بينهما مشادة كلامية تطورت لعراك عنيف انتهى بتلقي الضحية عدة ضربات خطيرة كانت كافية لإزهاق روحه قبل وصوله للمستشفى.
المتهم اعترف أمام القاضي أن نيته لم تكن قتل صديقه ولا يملك الجرأة لفعل ذلك وهو رفيق دراسته منذ المرحلة الابتدائية، فيما جاءت مرافعة النيابة لتثبت أن عملية القتل كانت متعمدة ودليل ذلك هو تقرير الطب الشرعي الذي أفضى إلى أن الوفاة كانت عنيفة وكذا تعدد الطعنات بأماكن حساسة من جسد الضحية، ملتمسا توقيع حكم الإعدام في حق المتهم، ليتقرر إدانته بعشرين سنة سجنا نافذا بعد المداولات القانونية.