أصدر قاضي الجنح بمحكمة الدار البيضاء حكما يقضي بـ3 حبسا نافذا وغرامة مالية مع الايداع وفقا للقانون في حق كلا المتهمين في حادثة احتراق شاحنة مفرقعات بالطريق السريع بالمحمدية.
وكشفت جلسة محاكمة المتهمين في قضية احتراق شاحنة محملة بالمفرقعات بالطريق السريع المحمدية. بمحكمة الجنح بالدار البيضاء اليوم الثلاثاء، عن وقائع خطيرة، تتعلق بجريمة تهريب للألعاب النارية على متن مركبة من نوع ” ماستر 1″ مهترئة. اجتازت الحواجز الأمنية من ولاية سطيف إلى غاية العاصمة. من دون توقيف السائق الذي لم يكن يومها يحوز على بطاقة رمادية. وتسير بشهادة تأمين سارية المفعول.
كما يعد السائق أيضا من ذوي السوابق العدلية. إذ سبق وأن قضى عقوبة 10 سنوات حبسا بالمؤسسة العقابية لتورطه في قضايا المخدرات.
كما كشفت تفاصيل المحاكمة، أن المتهمين محل المتابعة كل من سائق الشاحنة المدعو ” ع.شمس الدين”. وشريكه ” ب.هشام” مسبوق قضائيا في قضايا مشابهة. اللذين ينحدران من ولاية قسنطينة. تعمدا استعمال مركبة مهترئة بها عدة اعطاب، في عملية التهريب. مسجلة باسم شخص آخر يعمل تقني في الصوت يدعى “ب.نذير” منذ 6 سنوات خلت.
واستمعت المحكمة للمعني كشاهد في القضية. والذي أفاد بأنه لم يتمم عملية الاكتتاب مع المتهم الثاني “هشام” المقيم بالقرب بمقر اقامته بقسنطينة. لكونه دخل السجن ومنذ ذلك الوقت لم يتواصل معه.
وبيوم الوقائع الموافق ليوم 26 مارس من العام الجاري كانت الشاحنة المشبوهة المستعملة في تهريب المفرقعات. متوجه إلى العاصمة “جامع اليهود” بغرض بيعها، وهي محملة ب 16 علبة كل علبة تحوي على 34. بالاضافة 24 مفرقة أخرى، التي انفجرت قبالة المسجد الأعظم بالطريق السريع بالمحمدية في حدود الساعةالسابعة ونصف صباحا.
هذا بعدما تم شراء شحنة المفرقعات والألعاب النارية من سوق دبي بسطيف، مقابل مبلغ يقارب 40 مليون سنتيم.
وبالرجوع إلى المتهم الرئيسي “شمس الدين” الذي استفاد من إجراءات الاستدعاء المباشر. بعد الإفراج عنهم من طرف المحكمة الاسبوع الفارط بتهمة التهريب. صرح المعني بأنه نادم على فعلته، وأنه بيوم الوقائع بعد انفجار المركبة لاذ بالفرار من موقع الحادث خشية توقيفه كونه مسبوق قضائيا. وكان يقود المركبة من دون بطاقة رمادية ليتوجه إلى محطة النقل البرية خروبة. وهناك استأجر سيارة وتوجه إلى مسقط رأسه بقسنطينة.
كما أضاف المتهم بأنه كان بصدد بيع المفرقعات بالعاصمة، بمناسبة مقابلة الفريق الوطني ضمن تصفيات كأس العالم. وعن المركبة المستعملة في نقل الممنوعات فقد كشف عنها المتهم بأنه اشتراها من عند أحد الأشخاص صديقه “ب. هشام” مقابل مبلغ 47 مليون لكونها معطلة. فادخلها إلى محل الميكانيكي لمدة تقارب 8 أشهر، وهذا بغرض إعالة عائلته، بعد اقلاعه عن عالم المخدرات منذ 2018.
من جهته المتهم الثاني “ب.هشام” 44 سنة رب أسرة مقيم بدرارية. الذي توصلت التحريّات بشأنه بأنه بيوم الوقائع كام بالعاصمة بالرغم من أنه يسكن بولاية قسنطينة. بالقرب من محل إقامة المتهم الرئيسي “شمس الدين”.
وأفاد المتهم للمحكمة بأنه لقد كان بيوم الوقائع بالعاصمة عن محضة الصدفة في طريقه إلى مدينة الحميز. ولقد شاهد حادث حريق الشاحنة لكن من دون أن يكن على علم بأن المتهم الذي باعه المركبة له علاقة بالحادث. نافيا اجراء اتصالات به في ذلك اليوم نفيا قاطعا. وهي التصريحات التي لم يقتنع بها رئيس الجلسة، مستندا إلى محاضر الضبطية وتناقض تصريحات كلا المتهمين في الجلسة.
بعدما قال المتهم الأول “شمس الدين” بأنه اشترى الشاحنة من عند “هشام” منذ شهر أوت 2021. في حين أفاد هشام بدوره بأن عملية البيع تمت منذ حوالي عاك ونصف. ولم يكملا إجراءات شطب المركبة بينهما منذ تلك المدة.
وفي ذات السياق اعتبر وكيل الجمهورية أن وقائع القضية خطيرة للغاية. خاصة وأن الأمر يتعلق بجريمة تهريب للمفرقعات بين ولايتين. وباستعمال مركبة بها عدة أعطاب، لابعاد الشبهات بطريقة محترفة. ملتمسا توقيع عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية وفقا للقانون في حق كلا المتهمين “ع.شمس الدين” و ب.هشام” مع الايداع من الجلسة. ليصدر القاضي حكما بعد المداولة في القضية بإدانتهما ب3 سنوات حبسا نافذا مع الايداع من الجلسة.