أصدرت المحكمة الابتدائية لجنايات مجلس قضاء تبسة، حكم الإعدام في حق شاب في الثلاثين من عمره، لتورطه في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة، وهي نفس العقوبة التي التمسها ممثل النيابة العامة.
وقائع القضية التي كانت مدينة بئر العاتر، 90 كلم جنوب تبسة، مسرحا لها، تعود إلى مطلع شهر مارس 2018، عندما توجه المتهم إلى الضحية لشراء كمية من المخدرات لغرض الاستهلاك، وبعدما سلم له مبلغ 500 دج مقابل قطعة مخدرات، سلم له الضحية القطعة المطلوبة، لكن وقع شجار بين الطرفين أعاد المتهم سرد تفاصيله خلال كل مراحل التحقيق وكذا يوم المحاكمة، مؤكدا أن الضحية حاول الإمساك به لممارسة الفعل المخل بالحياء، إلا أنه حاول الفرار، ورغم ذلك طارده الضحية، مما دفع به إلى حمل حجر وضربه على الرأس، وعند سقوطه، حمل حجرا كبيرا وهشّم به رأس الضحية، ثم قام بالاستيلاء على هاتفه النقال ومبلغا يفوق 20 ألف دج، وغادر موقع الجريمة إلى بيت مهجور، أين قام بنزع “القشابية” والحذاء والسروال الملطخين بالدماء، وعاد إلى بيته وكأن شيئا لم يحدث، وبعد اختفاء الضحية، قامت عائلته بالبتبليغ عنه لدى مصالح الأمن، وشرعت عائلته في رحلات مكوكية سعيا لمعرفة مكان تواجده، وظل شقيق الضحية والمتهم يبحثان عنه في الأودية والجبال لمدة 17 يوما، إلى غاية وصول معلومات لدى عائلة الضحية تفيد بمكان الجثة، وأن القاتل متهم قضية الحال، الذي تم توقيفه واعترف بعملية قتل الضحية، مبررا فعلته بمحاولة الضحية الاعتداء عليه جنسيا.
وعند سؤال رئيس الجلسة للمتهم “بما أنك قتلت المتهم، لماذا سرقت هاتفه النقال؟”، فرد أنه خوفا من أن يستيقظ ويتصل بأشقائه، ليتدخل ممثل النيابة العامة ويطرح العديد من الأسئلة، منها أن نية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد موجودة، وإلا بماذا نفسّر نية المتهم نزع هاتف الضحية من أجل قطع الطريق أمامه حتى للاتصال من أجل النجدة؟، مضيفا أن المتهم تجرّد نهائيا من الإنسانية، ملتمسا توقيع عقوبة حكم الإعدام، وهو ما ذهبت إليه هيئة المحكمة بعد عودتها من قاعة المداولات.