أقدم كهل يدعى “ب.عبد المجيد”، أحد المقصيين من الاستفادة من السكن العمومي الإيجاري بدائرة الغزوات غرب ولاية تلمسان،على إضرام النار في جسده بعدما صبّ البنزين على نفسه خارج مقر الدائرة، قبل أن يقفز إلى داخلها، أين أشعل النار في نفسه محدثا حروقا متفاوتة الخطورة بجسده، حيث طالت وجهه ومنطقة الصدر، لينقل بعدها إلى أقرب مؤسسة استشفائية، لكن خطورة وضعه دفعت القائمين عليه إلى نقله صوب مستشفى الحروق الكائن بوهران للتكفل به.
و يأتي هذا الحادث عقب الإفراج عن قائمة المستفيدين ، الخميس الفارط، و حسب مصادر إعلامية ، فإن الشخص الذي أضرم النار في جسده هو أب لـ 4 أطفال، كان ينتظر صدور اسمه ضمن القائمة المفرج عنها، والتي ضمت 62 مستفيدا، إلا أنه تفاجأ بإقصائه منها رغم مضي 25 سنة على إيداعه طلب الاستفادة من السكن الاجتماعي، كما شهد محيط الدائرة سالفة الذكر، توافدا لعدد لا يستهان به من المقصيين الذين نددوا بالتجاوزات التي حملتها القائمة المعلن عنها، مطالبين السلطات الولائية والمحلية بإعادة النظر فيها، منبهين إلى وجود عدد كبير من الأشخاص الذين تتوفر فيهم أحقية الاستفادة ومع ذلك صدموا بإبعادهم، ومن ضمنهم مقصيون يترواح تاريخ إيداعهم لطلبات السكن بين 15 و 20 عاما، وقد أتبع ذلك فتح الباب لتقديم الطعون الخاصة بالمقصيين، والتي ظل مقر دائرة الغزوات والبلدية وكافة الملحقات التابعة لها ساهرا على استقبالها، في انتظار ما ستسفر عنه تحقيقات اللجنة المكلفة بدراسة هذه الأخيرة.
جدير بالذكر أن القائمة المفرج عنها قابلها 3380 طلب استفادة وتتواجد الحصة السكنية الموزعة بحي “سيدي عمر”، وفيما حاولت “النهار” الاتصال برئيس الدائرة لأخذ رأيه حول هذه الأحداث، تعذر عليها الوصول إليه لانشغاله بمتابعة عملية تقديم الطعون التي تواصل تقديمها منذ الخميس إلى غاية أمس الأحد.