غيب الموت نهاية الأسبوع، واحدا من جنود الجيش الأبيض في البليدة، الطبيب عبد الرحمان بن سعدون، لإصابته بأعراض فيروس كوفيد 19، لترتفع حصيلة ضحايا قطاع الصحة بالولاية ، إلى أكثر من 20 جنديا.
رحيل الطبيب بن سعدون بوحدة الفابور الاستشفائية بمدينة البليدة، خلف أثرا أليما وسط الرأي العام المحلي، والذين تفاعلوا في تعليقات حزينة، وتناقلوا صوره عبر الفضاء الافتراضي الأزرق، ورددوا في تعبير أجمعوا فيه على أن “طبيب وحبيب الفقراء قد رحل ” ، كما ظهر أثر غيابه بين العاملين وزملائه ومعارفه متأثرة جدا، والذين شيعوه في موكب جنائزي مهيب سجلت فيه الطواقم الطبية العاملة ، بالعنوان الذي اشتغل فيه لمدة 31 سنة كاملة، حضورا لافتا، لدرجة لم يبق فيها مكان فارغ بساحة المستشفى، والتي امتلأت و تلونت بأصحاب المآزر البيضاء .
و قال الدكتور سمير بلقاسيمي متحدثا باسم النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية لـ”الخبر “، أن أسرة الصحة في الجزائر فقدت جنديا آخر من طينة الأبطال ، الطبيب النقابي باسمه ونيابة عن بقية العمال والموظفين والأعوان ، يعزون أنفسهم في رحيل، ” جندي ” رفض التقاعد رغم أحقيته في ذلك قانونا، وفضل أن يزيد عاما آخر، لخدمة المرضى و مجابهة “كورونا” ، الذي خطفه من بين أوساطهم، و أن ما قام به الفقيد لا يأتي إلا من صاحب مبدأ ثابت و جزائري أصيل ، كان كل همه التضحية بـ “الإنسانية ” التي تجذرت في قميص الطبيب.