أشاد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الاحد بالجزائر العاصمة, بمستوى الوعي السياسي والشجاعة اللذين تحلت بهما المرأة الجزائرية في “الهبة الوطنية التاريخية السلمية” دفاعا عن البلاد ضمن “مسار التغيير السلمي والديمقراطي لبناء الجمهورية الجديدة”.
وفي كلمة له خلال إشرافه على حفل بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة, أعرب الرئيس تبون عن “تقديره لمستوى الوعي السياسي والشجاعة اللذين تحلت بهما المرأة الجزائرية في الهبة الوطنية التاريخية السلمية ووقوفها جنبا الى جنب مع أخيها الرجل في الدفاع عن البلاد ضمن مسار التغيير السلمي الديمقراطي لبناء الجمهورية الجديدة التي نحن بصدد وضع أسسها من خلال إعداد دستور وطني توافقي يقطع بصفة جذرية مع ممارسات الماضي ويعطي لكل ذي حق حقه في إطار دولة قوية وعادلة وديمقراطية”.
وأشاد الرئيس تبون بهذه المناسبة التي حملت هذه السنة شعار “المرأة الجزائرية.. عمل وابداع” ب”الرصيد الحافل والمساهمات الفعالة للمرأة الجزائرية على امتداد مراحل المقاومة الشعبية إبان الاستعمار الفرنسي الغاشم الى ثورة التحرير العظيمة, مرورا بسنوات المأساة الوطنية وصولا الى الحراك الشعبي المبارك الذي كان المنعرج الحاسم نحو التغيير الديمقراطي المنشود”.
وأبرز رئيس الجمهورية ان المرأة الجزائرية في دولتها المستقلة “تتخطى كل الحواجز للمساهمة في صناعة النهضة العلمية والعملية لبلادها وتثبت بذلك جدارتها وتفوقها في شتى مجالات العلوم والمعارف وفي ريادة الاعمال وتقلد المناصب في كل مستويات المسؤولية مع استمرارها أما, زوجة وربة بيت, في الاضطلاع بدورها التاريخي المقدس المتمثل في تربية الاجيال والمساهمة في صناعة مستقبل الامة بروح متفتحة تحافظ على اصالة شعبنا وموروثها الحضاري وتنسجم مع متطلبات العصر”.
كما جدد الرئيس تبون التزامه بالعمل “بكل تفان على تحقيق طموحات الحراك الشعبي المبارك والمضي معا الى تغيير ديمقراطي شامل لبناء جمهورية ديمقراطية جديدة قوية وعادلة ومزدهرة تكون فيها لجميع المواطنات والمواطنين مكانتهم المستحقة في كنف التضامن وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية, بعيدا عن الممارسات التي كادت تعصف بأسس الدولة لولا وعي الشعب والتفافه حول جيشه الوطني في أروع التحام أبهر العالم وملأ نفوسنا جميعا فخرا واعتزازا”.
وأكد بنفس المناسبة تعهده ب”تمكين المرأة وتحسين وضعها وتعزيز حقوقها وحمايتها من كل اشكال العنف ودعمها ومرافقتها وتسهيل مهامها بين مهماتها الحساسة في الامومة وتربية الاطفال وإدارة البيت ومسؤولياتها المهنية بإنشاء الآليات الضرورية لتعزيز مبادراتها وترقية نشاطها, خاصة في المناطق الريفية والنائية”, مشددا على ضرورة “مساعدة المرأة الماكثة في البيت بقروض مصغرة تمكنها من ابراز مواهبها في الخلق والابداع حتى تتحسن قدرتها الشرائية وتتكفل بشكل افضل بنفقات العائلة”.
وأعرب رئيس الجمهورية عن حرصه على أن تستمر المرأة في “تقلد مناصب المسؤولية في مؤسسات الدولة والادارة العمومية والدفع بدورها في الساحة السياسية لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة بما يتطابق مع الثوابت الوطنية وقيم ديننا الحنيف”.
واغتنم الرئيس تبون المناسبة للإشادة ب”المساهمات المبدعة والمتميزة للمرأة الجزائرية في بناء الدولة الجزائرية الجديدة والحفاظ عليها وصيانتها عبر كل الحقب التاريخية التي عرفتها بلادنا”.
وأعلن رئيس الجمهورية عن إنشاء الجائزة الوطنية للمرأة المبدعة الموجهة لاحتفاء سنوي بالنساء الجزائريات المبدعات المتميزات في كل المجالات, اعترافا بجهودهن وتثمينا لإنجازاتهن وتحفيزا لهن على شق طريقهن بكفاءة وجدارة في شتى المجالات.
كما قرر تكريم نساء من كل انحاء البلاد “لتميزهن بنضالهن اليومي المستميت في الميدان” من خلال منحهن شهادات تقدير وعرفان.