عرفت الجزائر، خلال العام الجاري، أحداثا بارزة، أهمها انطلاق الحراك الشعبي رفضا لترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة.
كما تميزت 2019 بفوز المنتخب الجزائري لكرة القدم بكأس أفريقيا للمرة الثانية في تاريخه، وانتهت بانتخاب رئيس جديد، ورحيل رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح وتشييع جثمانه بجنازة شعبية كبيرة.
الحراك الشعبي وإسقاط “الخامسة”
في 22 فبراير 2019، خرج ملايين الجزائريين في مظاهرات رافضة للعهدة الخامسة التي ترشّح لها الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
بينما حاول محيط الرئيس تمديد العهدة الرابعة بسنة واحدة بعد انتخابات قررت 18 أبريل تاريخا لها، لكنّ الحراك الشعبي أصر على الرفض.
وفي الثاني أبريل قدم بوتفليقة بعد خطاب لقائد أركان الجيش الفريق، أحمد قايد صالح، طالب فيه بتطبيق المادة 102 من الدستور التي تنص على شغور منصب الرئيس.
كارثة حفل “سولكينغ”
في أغسطس الماضي، أقيم حفل في ملعب “20 أوت” وسط العاصمة نشطه الفنان المشهور “سولكينغ”، لكن تدافعا عند بوابة الملعب تسبب في كارثة إنسانية.
فقد قتل جراء التدافع 5 أشخاص وجُرح 23 على الأقل، وجرّ القضاء المدير العام لديوان حقوق المؤلف سامي بن الشيخ الحسين، منظم الحفل، وحكم عليه بثلاثة أشهر نافذة وثلاثة غير نافذة بتهمة “الإهمال”.
كما حكم على مسؤول شركة الأمن ومسؤول شركة بيع التذاكر بالحبس شهرين نافذين وأربعة أشهر غير نافذة.
مسؤولون في السجن
زجت العدالة بمسؤولين سابقين وسياسيين ورجال أعمال في السجن، أبرزهم قائدا المخابرات السابقين محمد مدين (توفيق) وبشير طرطاق والسعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق، وزعيمة حزب العمال لويزة حنون.
وأدين هؤلاء في سبتمبر الماضي بالسجن النافذ لـ15 سنة بتهمة “التآمر ضد سلطة الدولة والجيش”، كما حكم بـ20 سنة سجنا غيابيا على كل من وزير الدفاع الأسبق اللواء المتقاعد خالد نزار ونجله لطفي ورجل الأعمال فريد بن حمدين.
كما أطلقت العدالة سلسلة تحقيقات في قضايا فساد طالت مسؤولين سامين سابقين في الدولة، أبرزهم رئيسا الوزراء عبد المالك سلال وأحمد أويحيى، وزراء آخرين بينهم وزير العدل الطيب لوح ووزير الأشغال العمومية عمار غول وخلَفه عبد الغني زعلان ووزير الصناعة يوسف يوسفي وخلفه بدة محجوب ووزير التجارة عمارة بن يونس ووزيرة السياحة يمينة زرهوني والمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل والأمينان العامان لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس ومحمد جميعي.
كما سيق إلى المحاكمة رجال أعمال بارزون كانوا مقربين من محيط الرئيس السابق، أبرزهم علي حداد والإخوة كونيناف ومحي الدين طحكوت، ووجهت لهم تهم بالفساد.
وحكم القضاء في ديسمبر الجاري على أويحيى بـ15 عاما سجنا نافذا و12 سنة لسلال، بتهم “تبديد أموال عامة ومنح امتيازات غير مستحقة لرجال أعمال وسوء استغلال الوظيفة”، وأحكام أخرى بالسجن للوزراء يوسفي وبدة ويمينة زرهوني.
كما صدرت أحكام بالسجن بين 7 سنوات وسنتين ضد رجال أعمال بينهم، علي حداد.
الجزائر بطلة لأفريقيا
للمرة الثانية في تاريخه، أحرز المنتخب الجزائري لكرة القدم كأس أفريقيا في العاصمة المصرية القاهرة.
ولم ينهزم الجزائريون في كل المقابلات التي خاضوها، وعادوا بالكأس بعد 29 عاما على الحصول عليها لأول مرة بالجزائر.
وخاض المنتخب الجزائري مباراته النهائية ضد منتخب السينغال وفاز عليه بهدف لصفر، وهو المنتخب الذي واجهه في الدور الأول من البطولة وتغلّب عليه أيضا بهدف لصفر.
وتميز كل لاعبي “الخضر” في هذه البطولة، ما جعل منتخبهم يرشح لجائزة أفضل منتخب أفريقيا لهذا العام.
تبون رئيسا للبلاد
بعد إسقاط موعدين انتخابيين هما 18 أبريل والرابع يوليو، نظمت السلطات الجزائرية انتخابات في 12 ديسمبر الجاري، أفضت إلى فوز المترشح الحر عبد المجيد تبون برئاسة البلاد.
وترشّح للانتخابات، التي عارضها الحراك الشعبي، خمسة مترشحين هم: عبد المجيد وعلي بن فليس وعز الدين ميهوبي وعبد القادر بن قرينة وعبد العزيز بلعيد.
وفاة قايد صالح
في فجر يوم 23 ديسمبر الجاري توفي رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، عن 80 سنة.
وتصدر قايد صالح المشهد الجزائري منذ ظهوره في أسابيع الحراك الشعبي الأولى ودعا إلى تنفيذ المادة 102 من الدستور التي تقضي بشغور منصب رئيس الجمهورية، وهو ما عجّل باستقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
اختلف الجزائريون حول قرارات قايد صالح حيال الحراك الشعبي بين معارض ومؤيّد، إذ يعتبره الحراكيون وراء تنظيم انتخابات رئاسية، فيما يرى أنصاره أن الرئاسيات كانت خيارا لا بد منه لتجنيب البلاد المرحلة الانتقالية.
وشُيّع قايد صالح في جنازة شعبية في 25 من الشهر نفسه، فيما عين الرئيس تبون اللواء السعيد شنقريحة على رأس قيادة الأركان بالنيابة خلفا له.