تواصل الحراك الشعبي في جمعته الـ41، عبر مسيرات حاشدة جابت عديد مدن و ولايات الوطن، معربة عن رفضها القاطع للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 12 ديسمبر المقبل، و مطالبة برحيل رموز نظام بوتفليقة، و رافضة لحملة الاعتقالات في صفوف المتظاهرين.
و قد اعتقلت قوات الأمن متظاهرين مع بدء حراك الجمعة 41 بالجزائر العاصمة، بحسب ما أعلن نشطاء حقوقيون.
وتجمع عدد كبير من المتظاهرين قرب مقر الشرطة في ديدوش مراد وسط الجزائر العاصمة، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، مرددين شعار “سلطة قاتلة”، فيما، الشرطة ردت “بإطلاق الغاز المسيل للدموع، لتفريق متظاهرين”.
ورفض متظاهرون في حي باب الواد بالجزائر العاصمة، الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر القادم، حاملين شعار “الجزائر أكبر من 12/ 12”.
فيما المتظاهرون تمكنوا من المرور نحو ساحتي موريس أودان والبريد المركزي وسط العاصمة، انطلاقا من أهم الشوارع الرئيسية، بينما تراجعت قوات الشرطة لمراقبة المتظاهرين عن بعد.
واعتبر متظاهرون أن الانتخابات الرئاسية “مصيدة”، معبرين عن ذلك بحمل نموذج لطريقة نصب الفخ، استعرضه أحد المتظاهرين خلال مسيرة اليوم، في إشارة إلى ما يعتبره النشطاء “تحايلا من السلطة لإعادة إنتاج النظام الحاكم منذ الاستقلال”.
كما ردّد المتظاهرون شعارات مناوئة للرئيس الفرنسي، في إشارة إلى رفض الحراك للتدخل الأجنبي، عقب لائحة البرلمان الأوروبي التي نددت بـ”الاعتقالات التعسفية” في الجزائر، ودعت حكومتها إلى إيجاد حل للأزمة الحالية يرتكز على “عملية سياسية سلمية ومفتوحة”.
وتسعى السلطة في الجزائر إلى انتخاب رئيس جديد لخلافة عبد العزيز بوتفليقة الذي استقال في 2 أبريل بعد عشرين سنة في الحكم تحت ضغط الشارع والجيش.
ولكن الحراك الشعبي يرفض أن يتم تنظيم الانتخابات من طرف النظام الموروث من عهد بوتفليقة ولا حتى من النظام الحاكم منذ استقلال البلاد في 1962، ويطالب بمؤسسات انتقالية.
والمترشحون الخمسة المتنافسون على مقعد الرئاسة شاركوا في وقت من الاوقات في حكومات بوتفليقة أو دعموه.
هذا و قد جرت مسيرة حاشدة بالمدية للمطالبة برحيل رموز بوتفليقة، و خرج سكان ولاية تيزي وزو، يرددون “أولاش الفوط ” إلى جانب مطالبتهم بإطلاق معتقلي الرأي و حاملي الراية الأمازيغية .
فيما أعرب المتظاهرون في ميلة عن تمسكهم بالتغيير ورفض كل مترشحي الرئاسات المقبلة، كما طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين.
و كذلك الحراك الشعبي بالبويرة متمسك بالنضال السلمي من أجل إسقاط العصابة من محاور السلطة والمطالبة بإطلاق سراح جميع محتجزي الرأي في السجون.
و قد جابت مسيرة حاشدة شوارع مدينة سيدي بلعباس للمطالبة برحيل النظام.
فيما شهدت تيبازة مسيرات حاشدة مطالبة بالتغيير الجذري للنظام وإطلاق صراح معتقلي الحراك ورافضة للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر ، حاملة شعارات ” لا للانتخابات مع العصابات ” و” أطلقوا سراح المعتقلين ” .
و بجاية بدورها شهدت مسيرة حاشدة تطالب برحيل النظام ورفض الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر المقبل.
و نسجل لأول مرة منذ بداية الحراك، حضور مكثف لمركبات وشاحنات الشرطة مركونة في شوارع بجاية.
ويستمر الحراك الشعبي في جمعته الـ 41 ضد رموز نظام بوتفليقة، مطالبا بالتغيير الجذري في البلاد، على بعد أسابيع قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية، و يبقى المشهد السياسي يعيش الأزمة رغم المحاولات المتعددة للسلطة و الأحزاب السياسية لاحتواء الوضع بإجراء انتخابات رئاسية ، إلا أن للشارع الجزائري رأي آخر أكثر قوة.
