تواصل اليوم الحراك الشعبي بخروج الجزائريين للتظاهر للجمعة الـ35 على التوالي، في مسيرات سلمية جابت شوارع عديد مدن و ولايات الوطن، للمطالبة برحيل رموز النظام السابق وإرجاع السلطة للشعب.
و بدأ المتظاهرون في التجمع بالأحياء الفرعية وسط الجزائر العاصمة، مع تواجد تعزيزات أمنية للشرطة بالشوارع الرئيسية، لتنطلق في حدود منتصف النهار، مظاهرة نظمها عشرات المواطنين في محيط شارع خليفة بوخالفة وفيكتور هيغو.
ووسط حضور أمني كثيف، انطلقت المسيرات الشعبية، بعد صلاة الجمعة، من ساحة الشهداء مرورا بشوارع العربي بن مهيدي، باستور والعقيد عميروش وصولا إلى شارع ديدوش مراد وساحة أودان، فيما اتجهت مسيرات مماثلة من ساحة أول ماي وساحة الشهداء نحو البريد المركزي بالعاصمة.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بتطبيق المادة السابعة من الدستور ومحاسبة المتسببين في نهب المال العام وكذا إرساء دعائم الحق والقانون، كما جددوا تمسكهم بمواصلة تنظيم المسيرات إلى غاية تحقيق المطالب المرفوعة.
ونصبت مصالح الأمن والدرك، حواجز أمنية عند مداخل العاصمة الشرقية والغربية لمراقبة وتفتيش الوافدين إلى العاصمة.
كما عاشت شوارع الجزائر العاصمة اليوم على وقع زغاريد وأهازيج شعبية وشعارات جديدة حيث ردّد المتظاهرون شعار “مبروك لتونس، عقبال لينا، يتنحاو قاع”، مستحضرين تجربة الانتخابات الرئاسية في تونس.
ودعا المتظاهرون في الجمعة 35 من الحراك الشعبي إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، رافعين شعارا “اطلقوا المساجين، ما باعوش الكوكايين”.
كما جدد المتظاهرون رفضهم لـ”حكم العسكر”، مرددين شعارات مناهضة لـ”تحكم قيادات من الجيش في المشهد السياسي”، وأخرى تطالب برحيل رئيس قائد أركان الجيش العقيد أحمد قايد صالح.
ولم تسجل خلال المظاهرات اليوم أي مظاهر احتكاك بين المحتجين وقوات الأمن، خصوصا الفترة الصباحية التي غالبا ماكانت تشهد احتكاكات وتوقيف متظاهرين.
وجاب المتظاهرون أهم الشوارع الرئيسية للعاصمة كشارعي ديدوش مراد، وحسيبة بن بوعلي، وساحتي الأمير عبد القادر والبريد المركزي، مجدّدين رفضهم للانتخابات الرئاسية، مطالبين برحيل رموز النظام.
كما خرجت حشود من المتظاهرين في الجمعة الـ 35 بميلة قاطعة نفس المسار، رفع فيها المتظاهرون عدة شعارات أبرزها باعوا لبلاد باعوها، كما طالبوا بإطلاق سراح معتقلي الرأي.
و لم يتخلف المتظاهرون بالبويرة بعد صلاة الجمعة الخامسة والثلاثين منذ انطلاق الحراك الشعبي رغم حرارة الجو عن التجمع أمام مقر الولاية وساحة النصر والمضي قدما بين الشوارع الرئيسية لمقر الولاية مرورا بأمن الولاية ومقر الإذاعة ومجلس القضاء داعين خلالها بإبعاد ما تبقى من رموز النظام البوتفليقي في مقدمتهم عبد القادر بن صالح ونور الدين بدوي.
هذا و قد شهدت عديد الولايات مظاهرات حاشدة مماثلة على غرار تيبازة و البليدة و الشلف و عنابة و برج بوعريريج و البويرة و غيرها من الولايات التي شهدت سيولا من المسيرات الشعبية رافعة شعارات تطالب بإرجاع الشعرية للشعب و رحيل جميع رموز النظام.
و يأتي الحراك الشعبي في جمعته الـ35 في جو سياسي و اقتصادي و اجتماعي متوتر وسط الجدل القائم حول قانون المحروقات الجديد الذي صادق عليه مجلس الوزراء الأحد الماضي، و وسط التحرك السياسي لتنظيم الرئاسيات في وقت مازال للشارع الجزائري صوت مغاير للصوت السياسي.