تواصل اليوم الحراك الشعبي للجمعة الرابعة والثلاثين على التوالي، بخروج الجزائريين في مسيرات سلمية عبر عديد ولايات و مدن الوطن، للمطالبة برحيل رموز النظام السابق ، و أصر المتظاهرون على التغيير الجذري للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ شهور.
و قد تجمع المتظاهرون منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، للتنديد بالحكومة ومطالبتها بالرحيل، وتشكيل حكومة توافق وطني.
و طالبوا أيضا بمراجعة تشكيلة السلطة المستقلة للانتخابات عن طريق إدراج بعض الفاعلين في الحراك الشعبي.
كما طالبوا بتقديم ضمانات كافية لإجراء الانتخابات الرئاسية القادمة، مهددين بمقاطعتها في حال عدم الاستجابة للمطالب.
ويجدد المتظاهرون للجمعة الرابعة والثلاثين المطالبة برحيل حكومة تصريف الأعمال، كما يطالبون بإبعاد رموز النظام السابق عن السلطة.
فيما ندد حراكيو الشلف في مسيرة الجمعة 34 بممارسات حكومة بدوي التي تحضر لمشروع قانون المحروقات رغم أنها غير شرعية حيث اعتبروا تمرير القانون هو جريمة في حق البلاد.”
وقال المشاركون في المسيرة إنهم متأكدون من عدم القيام بتغيير حقيقي في النظام القائم بوجوه قديمة وأخرى انتهازية تسعى لتلبية أطماعها على حساب مستقبل البلاد التي وصلت إلى الإفلاس السياسي والاقتصادي والانحلال الاجتماعي بعد عقود من الزمن.
و لم تختلف جمعة اليوم عن مجموع الجمعات الماضية الـ 33 بالبليدة ، أين أبدى المتظاهرون من أوفياء حراك 22 فيفري، سلمية وهدوءا في مسيرتهم، رافعين الراية الوطنية، وهاتفين العبارة الإيقونة للحراك ” تتنحاو يعني تتنحاو “.
و واصل المتظاهرون في ميلة، مسيرة التغيير للجمعة 34 على التوالي بنفس الوتيرة من الإصرار والتحدي، حاملين لافتات ومرددين شعارات رافضة لاستمرار وجوه النظام البوتفليقي. كما طالب المتظاهرون بإطلاق سراح معتقلي الحراك، ونددوا بما تعرض له الطلبة والصحافة خلال مسيرة يوم الثلاثاء.
و التحقت الجماهير من مختلف المساجد بحي 1100 مسكن وساحة الشهداء بوسط مدينة البويرة بعد صلاة الجمعة بالمتظاهرين للمشاركة في الجمعة الرابعة والثلاثين المطالبة بالتغيير وتحقيق مطالب الشعب.
و قد تجمع أول المتظاهرين بالقرب من مسجد الرحمة بخليفة بوخالفة بقلب العاصمة أين يؤدي أغلب المتظاهرين صلاة الجمعة قبل الخروج في المسيرة، و عرفت العاصمة مشاركة أعداد كبيرة من المتظاهرين وسط تراجع طفيف للحضور الأمني ببعض النقاط كشارع حسيبة بن بوعلي.
و من بين الشعارات المرفوعة اليوم، نجد الرفض التام لقانون المحروقات الذي يرهن حسب المتظاهرين مستقبل الأجيال بتقديمه تنازلات كبيرة للشركات الأجنبية.
و شهدت كذلك بجاية مسيرة شعبية سلمية حاشدة ببجاية للمطالبة بالتغيير الجذري للنظام.
فيما خرجت مسيرات شعبية سلمية عبر عديد ولايات و مدن الوطن للمطالبة بتحقيق مطالب الحراك الشعبي من أجل التغيير الذي كان المحرك الأساسي لكل المسيرات التي امتدت لشهور، في وقت سعت حكومة بن صالح إلى احتواء الأزمة و البحث عن المخارج السياسية الممكنة للوضع، لكن مع استمرار مسيرات الجمعة يزداد الأمر تعقيدا خصوصا مع تبني الحوار و السير به قدما إلى خلق الآليات القانونية و العملية للذهاب إلى انتخابات رئاسية، و التي مازالت ملامحها الشعبية لم تتبلور بعد.