أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني، الفريق أحمد قايد صالح، يوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن “العدل الحازم والإنصاف العازم، هما السبيل الأمثل والأنجع نحو تطهير البلاد من الفساد والمفسدين”، حسب ما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وأوضح الفريق قايد صالح خلال اشرافه على حفل تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لعدد من الضباط السامين وإطارات بوزارة الدفاع الوطني، أن “بعض المسؤولين الذين شغلوا مناصب عليا في الدولة لم يكونوا في مستوى هذه المسؤولية ولم يكونوا في مستوى الثقة التي وضعت فيهم،وهم بذلك يستحقون الجزاء العادل الذي نالوه بالقانون والحق والإنصاف”.
و قال في هذا الشأن أن “كل مسعى وطني نبيل لا يتحقق إلا إذا ارتقى أصحابه إلى مصاف السلوك المهني النظيف، وتلكم هي خريطة الطريق التي نسعى بل ونحرص على أن نسير على هداها في الجيش الوطني الشعبي، ونحرص على أن تكون كل هذه المفاسد التي تعالجها العدالة اليوم دروسا وعبرا نافعة ومفيدة بل ورادعة لكل ذي عقل وروية”.
وفي هذا الشأن – يضيف الفريق قايد صالح – فإنه “من المؤسف حقا ومن غير المقبول دينيا واجتماعيا وأخلاقيا أن يصـل بعض الإطارات السامية إلى هذا المستوى المتـدني من الفساد على الرغم من معرفتهم التامة بالقوانين السارية المفعول،هؤلاء الذين شغلوا مناصب عليا في الدولة، ووضعت في أعناقهم مسؤولية المحافظة على المصالح العليا للشعب الجزائري، لم يكونوا في مستوى الثقة التي وضعت فيهم وهم بذلك يستحقون هذا الجزاء العادل، الذي نالوه بالقانون والحق والإنصاف”.
واستطرد بالقول أن “العدل الحازم والإنصاف العازم هما السبيل الأمثل والأنجع نحو تطهير البلاد من الفساد والمفسدين على الرغم من المعارضة الشديدة المتعددة الأشكال التي ما انفكت تبديها بعض الأطراف المتضررة من عمل العدالة، فمن يرى في المحيط الفاسد والمتعفن سبيله في تحقيق العيش الرغد، حتى ولو كان على حساب الوطن والشعب،فإنه سيعمل على محاربة كل جهد صادق يريد تخليص الوطن من هذا الداء المستفحل”.
وتابع قائلا: “لقد نسي كل مفسد وكل عميل وكل من يتسبب في إلحاق الضرر بأرض الشهداء، بأنه طال الزمن أو قصر سينكشف أمره وسيخيب سعيه”، مؤكدا أن “كل من يؤمن بميثاق الشهداء الأبرار وبعهدهم الأزلي، سيسهم بصدق في مكافحة الفساد ويشارك بوفاء وإخلاص في تطهير الجزائر من كل عبدة الاستعمار وأصنامه”.
من جهة أخرى، اشار البيان الى ان حفل تقليد الرتب شمل ترقية عمداء إلى رتبة لواء وعقداء إلى رتبة عميد، كما تم إسداء أوسمة لعدد من الإطارات العسكريين والمدنيين.
وخلال كلمته، اكد الفريق قايد صالح أن “هذه الترقيات والتكريمات تمثل تقليدا راسخا ينال من خلاله إطارات الجيش الوطني الشعبي ما يستحقونه من ترقية في الرتب وتكريم بالأوسمة عرفانا لحصائل أعمالهم وتقديرا لحصـائـد جهودهم وتثمينا لمثابرتهم على خدمة جيشهم ووطنهم”.
و اغتنم الفريق قايد صالح المناسبة ليتقدم ب”أحر التهاني وأصدق التبريكات، راجيا للجميع بأن تكون هذه الترقيات وهذه التكريمات محفزات أخرى على مواصلة درب العمل المثمر بغية تحقيق نجاحات أخرى من شأنها المساهمة في الارتقاء بمكانة الجيش الوطني الشعبي إلى مصاف الجيوش المتقدمة”.
واضاف أن هذا الحفل “يأتي في غمرة الاحتفال بالذكرى السابعة والخمسين لعيد الاستقلال، وهي الذكرى التي تزرع في نفوسنا وأذهاننا -كما قال – معاني النصر المبين، وتبعث فينا مشاعر الفخر والإعتزاز بأمجادنا وبطولات الرعيل الأول من جيل نوفمبر”.
كما أكد ان الاحتفال بهذه الذكرى “مناسبة عزيزة نؤدي من خلالها واجب العرفان والوفاء والتقدير لأبطال الجزائر الذين صانوا الوديعة وحافظوا على العهد وما بدلوا تبديلا،ونستلهم منها العبر والقيم السامية التي طبعت شخصيتنا ومسيرتنا المظفرة التي ينبغي التمسك بــها ومواصلة العمل على تجسيدها ونجدد فيها العهد الذي قطعناه أمام شهداء الأمس واليوم ونترحم فيها بخشوع وإكبار على الذين وفوا بالعهد مع الله والوطن”.
و في هذا السياق، اردف الفريق قايد صالح قائلا : “لقد تبنت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي في هذه السنوات الأخيرة نهج التقييم الموضوعي لكل ما سبق من أعمال ومناهج ومسارات مهنية متبناة من قبل، والقيام بما استوجبته نتائج هذا التقييم السليم من مراجعة عقلانية مستندة إلى نظرة متبصرة ومتوافقة تمام التوافق مع الاستراتيجية التطويرية الشاملة التي جعلنا من أبجدياتها محطات جدية نرصد من خلالها كافة الأهداف الواجب بلوغها ونضع لذلك كل الإمكانيات المتاحة التي تكفل المضي بهذه الاستراتيجية إلى منتهاها”.
واضاف بهذا الخصوص أنه “بهذا النهج العملي الصادق والمخلص والوفي لعهد الشهداء الأبرار، ارتقى جيشنا الوطني الشعبي إلى مستويات راقية من الاحترافية الجادة والمتكيفة مع خصوصياتنا الذاتية والمنسجمة كل الانسجام مع متطلبات المواجهة الفاعلة لكل التحديات المحتملة”، موضحا أن “الجزائر بعمقها التاريخي والحضاري العريق، وبطموح شعبها الأصيل إلى العيش المتآخي والمتراص الصفوف في وطن تشع فيه بشائر المستقبل الآمن والمستقر(…) وبمثل هذه الآمال العريضة والتطلعات المشروعة، هي بحاجة ماسة وأكيدة إلى جيش بمثل هذه المواصفات المهنية، وبمثل هذا الصدق مع الذات، وبمثل هذا الوفاء للعهد والتاريخ، فتلكم هي الجزائر بخصالها المعهودة، وذلكم هو جيشها المعروف بشمائله المرغوبة”.
و خلص الى القول أنه “على هذا الدرب سرنا وعلى هداه سلكنا المسلك الذي حققنا من خلاله كل هذه الأشواط المحمودة المقطوعة على أكثر من صعيد”، مبرزا أن “هذا المسلك الوطني الخالص الذي نريده أن يكون منارة كل إطار في الجيش الوطني الشعبي، ارتقى في الرتبة وفي المسؤولية، بحيث يتعين عليه بأن يكون في مستوى الثقة التي وضعت فيه وأن يكون مثالا طيبا يقتدى به عملا وسلوكا وأخلاقا وأن يكون صورة مثالية لهذا الجيش الوطني الشعبي”، الذي هو “بحاجة إلى من يمثل جهدهم إضافة فعلية وحقيقية للجهد العام المبذول، الذي بفضله أصبح اليوم صرح قواتنا المسلحة ، في أعلى مستوياته وأصبح جيشنا يحظى بالاحترام والتوقير في داخل الوطن وخارجه، وإننا نحمد الله تعالى ونشكر فضله على توفيقه لنا وتسهيل سبل النجاح في هذا المسعى الوطني النبيل”.
في الختام وبمناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة والخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، حرص الفريق قايد صالح على تقديم تهانيه الخالصة للحضور ومن خلالهم إلى كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني.