قال وزير الخارجية أحمد عطـاف في كلمة ألقاها حول الحرب في أوكرانيا “نلتــئم اليــوم والحرب في أوكرانيا تشارف عامها الثالث دون أن تلوح في الأفق معالم الحل المنشود أو أي تقدم ملمــوس على درب التهدئة”.
وأكد عطاف انه ما يزيد من حدة أسفنا أن شح المبادرات الدولية الجامعة وعقم التحركات الدبلوماسية الهادفة لتغليب لغة الحوار وإحلال السلام صارت اليوم لصيقة بما يطال هذا النزاع من تعقيدات وتفاقمات.
وفي ذات الكلمة تابع عطاف قائلا: ان” منطق الأمور يؤكّد يوما بعد يوم أن تداعيات و مخلفات هذا النزاع لها من الخطورة والجسامة ما يحتم عدم الاستكانة لمنطق الأمر الواقع وعدم الخضوع والاستسلام للعراقيل أيا كانت طبيعتها”.
رئيس الدبلوماسية الجزائرية يضيف أننا “نعتقد تمام الاعتقاد أن الموضوع المطروح أمامنا اليوم لا يصح البتة وصفه بالصراع محدود النطاق”.
وأشار عطاف إلى أن هذه الحرب كبدت الطرفين الروسي والأوكراني خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والمقدرات وفتحت الأبواب واسعة أمام مأساة إنسانية مكتملة الأركان.
وأبرز عطاف, بأن المسار المنشود ينبغي له أن يهدف لتحقيق حل سياسي وسلمي للصراع, وأن ينأى بطرفي النزاع عن منطق الغالب والمغلوب, وأن يرتكز على المبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة وعلى شرعية القانون الدولي, لأن هذه المبادئ وهذه الشرعية هي الحكم الفصل بين الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. كما أضاف بأن المسار التفاوضي يجب أن يضع نصب أولوياتِه معالجةَ الأسباب الجذرية للصراع برمته وإحاطةَ الشواغل الأمنية للطرفين بالعناية اللازمة, لأن هذا النهج يظل وحده الكفيل بتوفير مقومات استدامة وثبات الحل المطلوب.
واختتم وزير الخارجية ان هذه الحرب أدخلت القارة الأوروبية بأكملها في أخطر أزمة مفتوحة على كافة الاحتمالات والتعقيدات منذ الحرب العالمية الثانية.