أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، على الإرادة والعزم المتبادل بين الجزائر وتونس، لتطوير وترقية المناطق الحدودية المشتركة بين البلدين.
ونقل الوزير، في تصريحات بمناسبة إحياء الذكرى 66 لمجازر ساقية سيدي يوسف، تحيّات رئيس الجمهورية، في نفحات هذه الذكرى الرمزية، الشاهدة على أحداث بطولية نادرة، خلّّدها تاريخنا المشترك.
وقال الوزير: “تواجدنا اليوم سويّا في هذه المنطقة الحدودية التي سجّلت إسمها على صفحات التاريخ المشرقة. وبحضور ثـلّـة من الذين شهدوا المجازر التي ارتكبها المحتل الفرنسي في مثل هذا اليوم من سنة 1958. يُتَرجِمْ بصدق وفاء الشعبين وخاصة ساكنة المنطقة، للشهداء الأبرار”.
وأضاف مراد: “تبقى هذه الذكرى شاهدةً على أنّ ساقية سيدي يوسف. شكلت سندًا عسكريًا ولوجستيًا قويًّا بالنسبة لجيش التحرير الوطني آنذاك”.
كما استذكر الوزير، تضحيات شهدائنا الأبرار في كل سنة، ووقف وقفة إجلال أمام ذكراهم الطاهرة. مجدّدا العزم على العمل سويًا لترسيخ تعاون في مستوى التضحيات الجسام المقدّمة.
ولفت الوزير، إلى أن إحياء هذه المناسبة، يأتي في ظل سياق متميز تشهده العلاقات الجزائرية التونسية. مرتكزة في ذلك على عمق أواصرها الضاربة في التاريخ. ومدعومة بالإرادة السياسية القوية لرئيسي جمهورية البلدين.
وتابع الوزير: “نحيي اليوم هذه الذكرى في خضم حركية هامة للبناء. على بعد أيام قلائل من اللقاء الذي أشرفت عليه بالجزائر العاصمة، مناصفة مع أخي كمال الفقي، وزير داخلية الجمهورية التونسية، والذي جَمَعَت فعالياته ولاّة الولايات الحدودية للبلدين”.
مذكرا بأن هذا اللقاء، توِّجَ باتفاق الطرفين على ورقة طريق تتضمن جملة من المقترحات والمشاريع العملية. التي تعكس طموحات شباب المناطق الحدودية بفتح آفاق واعدة لهم.
فضلا على التعاون المكثف لمجابهة التحديات المشتركة للمخاطر الكبرى لاسيما حرائق الغابات الذي يعكف عليه جهازا الحماية المدنية للبلدين.
كل هذه الجهود، يضيف الوزير، لخير دليل على الإرادة والعزم المتبادلين من الطرفين لتطوير وترقية المناطق الحدودية المشتركة بين بلدينا.
وأكد مراد، أن تجسيد هذه المشاريع على أرض الواقع مرهون بتأمين منطقـتـنا الحدودية المشتركة. والتصدّي لمختلف التهديدات الأمنية.
واغتنم الوزير، هذه السانحة، ليتوجه بعبارات التقدير لأجهزتنا الأمنية نظير الجهود الكبيرة التي تقوم بها لضمان أمن واستقرار المنطقة في محيط محفوف بالتهديدات.
وفي الأخير، جدد الوزير، عزمه الخالص على المضي في مسار التنمية المستدامة والرفاه الاقتصادي الذي ننشده جميعا. متشبعين في ذلك بقيم الوفاء لعهد الشهداء، والإخلاص في خدمة الوطن.