أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم السبت بالجزائر العاصمة، على مراسم حفل تتويج الصحفيين الفائزين بجائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف في طبعتها الثامنة تحت موضوع “ستينية الاستقلال: تحديات الأمس، تحديات اليوم”.
و جرى حفل التتويج بقصر الشعب, بحضور كل من رئيس مجلس الأمة, السيد صالح قوجيل, رئيس المجلس الشعبي الوطني, السيد إبراهيم بوغالي, الوزير الأول, السيد أيمن بن عبد الرحمان, رئيس المحكمة الدستورية, السيد عمر بلحاج, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة, مدير ديوان رئاسة الجمهورية, السيد عبد العزيز خلف, الأمين العام لرئاسة الجمهورية, السيد منجي عبد الله, ووزير الاتصال, السيد محمد بوسليماني, إلى جانب أعضاء من الحكومة ومستشارين لرئيس الجمهورية ومسؤولين سامين وعدد من الإعلاميين.
و يتم خلال هذا الحفل الذي يتزامن واليوم الوطني للصحافة المصادف لـ22 أكتوبر من كل سنة, تتويج الصحفيين الفائزين بهذه الجائزة التي تهدف إلى تشجيع وترقية الإنتاج الصحفي الوطني بكل أشكاله وإلى التحفيز على التميز والإبداع والاحترافية في الصحافة الوطنية, بالتأسيس لثقافة الاستحقاق وكذا مكافأة أحسن الأعمال الصحفية المنجزة ذات الصلة بموضوع الطبعة.
و تخص هذه الجائزة خمس فئات هي الإعلام المكتوب الذي يشمل المقال الرئيسي, النقد, المقال الافتتاحي, الربورتاج أو التحقيق وفئة الإعلام التلفزي التي تضم الربورتاج, التحقيق الاستقصائي, الشريط الوثائقي, الشريط و الحدث المصور و فئة الإعلام الإذاعي التي تشمل البرنامج الإخباري و الربورتاج.
أما الفئة الرابعة, فتخص الإعلام الإلكتروني الذي يشمل الأعمال التي تم نشرها عبر الإنترنت, فيما تعني الفئة الخامسة و الأخيرة, الصورة و تشمل الصورة الفوتوغرافية, الرسم الصحافي أو الكاريكاتوري الذي تم نشره في جهاز إعلامي وطني.
وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون, قد بعث أمس الجمعة, عشية احياء اليوم الوطني للصحافة، رسالة، فيما يلي نصها الكامل:
“بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
ونحن نحتفي باعتزاز باليوم الوطني للصحافة في 22 أكتوبر تخليدا لصدور أول عدد من جريدة +الـمقاومة الجزائرية+ الناطقة باسم جبهة وجيش التحرير في نفس هذا اليوم من عام 1955، وبالذكرى الستين لبسط السيادة على الإذاعة والتلفزيون في 28 أكتوبر سنة 1962، أُؤكد دعمنا الكامل لنساء ورجال هذه الـمهنة النبيلة، وهم يؤدون بروح مهنية ووطنية الرسالة الـمنوطة بهم، ونحيي جهودهم في التصدي للحرب السبريانية المسعورة، التي ينفذها بالأصالة أو بالوكالة محترفو الأكاذيب، حقدا على الجزائر، التي إستعادت دورها الريادي على الصعيد الإقليمي والدولي، وسعيا منهم إلى التشويش والتضليل في هذه الـمرحلة من البناء الوطني، التي نتوجه فيها لوضع أسس الإنعاش الاقتصادي والتنمية المستدامة في كنف الاستقرار والسكينة.
ويجدر في هذه المناسبة أن نشيد بمستوى الوعي الوطني لدى الأسرة الاعلامية، وهي تواجه بحرفية عالية مخططات الترويج للمعلومات المغلوطة، والبروباغندا الممنهجة، الرامية إلى التعتيم على إنجازات بلادنا، وقدرتها على رفع التحديات وتحقيق النجاحات.
وإنني بهذه المناسبة أترحم على شهداء الواجب الوطني، الذين وقفوا بشرف وإباء في جبهة مقاومة الإرهاب وآلة الدمار، التي استهدفت الدولة الوطنية ومؤسساتها، منوها باختياركم الـموفق لشعار “ستينية الاستقلال، تحديات الأمس، تحديات اليوم”، عنوانا للطبعة الثامنة لجائزة رئيس الجمهورية للصحفي الـمحترف، فهو يعبر عن العرفان لأجيال من الإعلاميين الجزائريين الذين جعلوا من الكلمة والصورة والصوت سلاحا للدفاع عن الجزائر، منذ الحركة الوطنية وإبان ثورة التحرير المجيدة .. وغداة الاستقلال.
وتمكينا أكثر فأكثر للدور الـمحوري لقطاع الإعلام والاتصال في الـمجتمع، حرصنا على ترجمة الالتزامات التي تعهدنا بها من خلال تكريس حرية التعبير والصحافة المكتوبة والسمعية البصرية والالكترونية في الدستور، وعملنا على توسيع شبكات محطات البث الاذاعي والتلفزي عبر كافة مناطق الوطن، ضمن مقاربة شاملة، ترمي إلى تعزيز الإعلام وترقية الصحافة من خلال الشروع في إصلاحات تشريعية وتنظيمية، يؤسس لها القانون العضوي الجديد للإعلام، وقانون السمعي البصري، وقانون الصحافة الـمكتوبة والصحافة الالكترونية.
وإلى جانب التكفل الشامل بالـمنظومة القانونية، فإن الحكومة تبقى مدعوة إلى الاستمرار في تعزيزِ مكاسب القطاع المادية والتقنية، وإيلاء الاعلام الجهوي والجواري اهتماما خاصا باعتباره همزة وصل بين الساكنة والإدارة المحلية.
وفي هذه السانحة أَحث الحكومة على مرافقة الـمحطات الاذاعية الـمستحدثة على مستوى الولايات الجديدة، ومواصلة دعمِ القنوات التلفزيونية الجديدة ومحطات البث التي تم وضعها حيز الخدمة، وأدعوها في نفس الوقت إلى الإسراعِ في استكمالِ إعداد النصوص القانونية ذات الصلة في الآجال الـمعقولة، ويتعلق الأمر على الخصوص بالقانون العضوي للإعلام، وقانون السمعي البصري، وقانون الصحافة المكتوبة، وقانون الصحافة الالكترونية.
مجددا التقدير والعرفان لكم، أنتم نساء ورجال الإعلام والاتصال، وأنتم تواصلون إثراء مكتسبات الإعلام الديمقراطي التعددي بإخلاصكم للوطن، ووفائكم لرسالة الشهداء، وغيرتكم على الجزائر الحرة السيدة، أتوجه إليكم بخالص التهاني، متمنيا لكم النجاح في تجسيد تطلعاتنا إلى منظومة إعلامية مؤثرة بمواصفات الاحترافية والحداثة، تخدم الـمجتمع، وتدافع عن مصالح الأمة.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.