أنهى رئيس جمهورية غينيا بيساو، السيد عومارو سيسوكو أومبالو، بعد ظهر أمس، زيارته الرسمية التي دامت يومين إلى الجزائر.
و كان في توديع ضيف الجزائر بمطار هواري بومدين الدولي, الوزير الاول, السيد أيمن بن عبد الرحمان, ووزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد رمطان لعمامرة.
و قبل ذلك، كان رئيس جمهورية غينيا بياسو قد زار جامع الجزائر، حيث قدمت له شروحات حول هذا الصرح الديني والحضاري.
كما قام رئيس جمهورية غينيا بيساو، السيد عومارو سيسوكو أومبالو، بمقام الشهيد (الجزائر العاصمة)، بوضع إكليل من الزهور والوقوف دقيقة صمت أمام النصب التذكاري المخلد لأرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة.
وعقب ذلك، زار السيد عومارو سيسوكو أومبالو متحف المجاهد، أين طاف بمختلف أقسامه، كما استمع إلى شروحات وافية قدمت له حول مختلف الحقب والمراحل التاريخية للجزائر، لاسيما تلك المتعلقة بالكفاح المسلح من أجل استرجاع السيادة الوطنية.
و خلال هذه الزيارة, خص رئيس غينيا بيساو باستقبال رسمي من طرف رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون، بمقر رئاسة الجمهورية قبل أن يجري الرئيسان محادثات على انفراد توسعت بعدها لتشمل وفدي البلدين.
أما رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون،فقد أعلن أنه سيتم فتح سفارة للجزائر بغينيا بيساو، وهذا لإعادة العلاقات الثنائية بين البلدين الى “طبيعتها”.
وقال الرئيس تبون في تصريح مشترك مع رئيس جمهورية غينيا بيساو، السيد عومارو سيسوكو أومبالو, عقب المحادثات التي جمعتهما بمقر رئاسة الجمهورية: “هناك ظروف جعلت البلدين يبتعدان عن بعضهما البعض, غير انه انطلاقا من هذه الزيارة، ستعود العلاقات بين البلدين الى طبيعتها”.
وأشار رئيس الجمهورية أنه من غير المعقول أن لا تكون للجزائر سفارة بغينيا بيساو، مبرزا بقوله “وعليه سنصحح هذا الخطأ. وأتمنى أن تقوموا، مثلما اتفقنا عليه، بزيارة دولة الى الجزائر في أقرب وقت وسنعيد حينها المياه الى مجاريها”.
من جهة أخرى، استعرض رئيس الجمهورية في تصريحه العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، حيث أكد ان هذه الزيارة “ترجعنا الى تاريخ افريقيا والتاريخ المشترك بين الجزائر وغينيا بيساو”، مبرزا بالقول “أننا كشباب في ذلك الوقت نتذكر مقولة المرحوم أميركال كابرال بأن “المسلم لابد ان يذهب الى مكة والمسيحي الى الفاتيكان والثوار عليهم الذهاب الى الجزائر باعتبارها قبلة الثوار””.
و من جهته، أشاد رئيس جمهورية غينيا بيساو, السيد عومارو سيسوكو أومبالو، بالدور المحوري الذي تلعبه الجزائر في استتباب الامن والاستقرار في افريقيا، مؤكدا أن القارة الافريقية تعول عليها كثيرا في هذا المجال.
وقال السيد عومارو سيسوكو أومبالو في تصريح صحفي مشترك مع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، عقب المحادثات التي جمعتهما بمقر رئاسة الجمهورية :
“أعرب لكم عن مودتنا ورغبتنا في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وإعادة إحياء أواصرها, لاسيما وأن دور الجزائر محوري وهام في إرساء أواصر الوحدة الافريقية وفي مكافحة الارهاب واستتباب الأمن والاستقرار في القارة”.
كما أثنى رئيس غينيا بيساو على الدور الهام للجزائر على الساحة الافريقية وعلى المستوى الدولي, مشيرا الى أن “بلدان افريقيا الغربية تدرك جيدا دور الجزائر في العمل من أجل إرساء الاستقرار في هذه المنطقة, على غرار ما تقوم به بالنسبة لدولة مالي”.
من جانب آخر، ثمن ضيف الجزائر قرار الرئيس تبون بفتح سفارة للجزائر بغينيا بيساو, معربا عن شكره وامتنانه لرئيس الجمهورية على “روح التضامن الاخوي والاستقبال الحار الذي حظي به والوفد المرافق له خلال هذه الزيارة”.
وبخصوص دعوة الرئيس تبون له للقيام بزيارة دولة الى الجزائر، رد رئيس غينيا بيساو بالإيجاب، مشيرا الى أن وزيري خارجية البلدين سيقومان بالتحضير لهذه الزيارة المنتظر –مثلما قال– أن تتوج بالتوقيع على عدة اتفاقيات.