سجلت الجزائر وفنزويلا ، تطابقا في وجهات نظر البلدين بخصوص مختلف المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما منها القضيتان الفلسطينية والصحراوية وكذا الوضع في ليبيا، وذلك بمناسبة زيارة العمل والصداقة التي قام بها رئيس جمهورية فزويلا البوليفارية، نيكولاس مادورو، الى الجزائر.
و بمناسبة هذه الزيارة, حظي الرئيس الفنزويلي باستقبال رسمي بمقر رئاسة الجمهورية من قبل رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, قبل الشروع في محادثات ثنائية توسعت بعدها الى أعضاء وفدي البلدين.
و قد جرت المحادثات الموسعة بحضور كل من وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, السيد رمطان لعمامرة, مدير ديوان رئاسة الجمهورية, السيد عبد العزيز خلف, وزير الطاقة والمناجم, محمد عرقاب, وزير التعليم العالي والبحث العلمي, عبد الباقي بن زيان, وزير الفلاحة والتنمية الريفية, محمد عبد الحفيظ هني, وزير الاتصال, محمد بوسليماني, وزير النقل, عبد الله مونجي, وزير السياحة والصناعة التقليدية, ياسين حمادي, و وزيرة البيئة, سامية موالفي.
و قد كانت لهؤلاء الوزراء لقاءات قطاعية مع نظرائهم من فنزويلا تناولت سبل ووسائل تعزيز التعاون الثنائي.
و في ندوة صحفية مشتركة بين الرئيسين, أكد الرئيس تبون أن “الجزائر تتقاسم مع فنزويلا رصيدا ثريا من العلاقات التاريخية, طبعها الدفاع عن القضايا العادلة في العالم وعن حقوق الشعوب في الحرية والتنمية”, وذلك “بعيدا عن الرواسب الموروثة عن عهد الاستبداد والاستغلال والظلم”.
و اضاف أن المحادثات مع نظيره الفنزويلي سمحت بالتطرق لمختلف القضايا المطروحة على الساحة الدولية, بدءا بالقضية الفلسطينية, لافتا إلى وجود “اتفاق تام” بين البلدين في إطار “النضال من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني لبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.
و بالنسبة للقضية الصحراوية, أبرز الرئيس تبون “اتفاق البلدين على ضرورة مساعدة الشعب الصحراوي في سبيل نيل حقه في تقرير المصير”.
و بخصوص الأزمة الليبية, أشار رئيس الجمهورية الى أنه “تم التأكيد على ضرورة مساعدة الشعب الليبي في سبيل إنجاح مسار انتخابي ديمقراطي يؤدي إلى انتخاب مسؤولين جدد لتسيير شؤون الدولة الليبية”.
من جانبه, ثمن السيد مادورو “عاليا” قرار الرئيس تبون بفتح خط جوي بين الجزائر وكاراكاس, معتبرا أن هذا القرار من شأنه “تعزيز الروابط بين الشعبين وربط شمال إفريقيا بأمريكا الجنوبية”.
و لدى تطرقه إلى المحادثات الثنائية التي جمعته مع رئيس الجمهورية, أكد ضيف الجزائر أن البلدين يجمعهما “تاريخ بطولي ونضالي وهما يتقاسمان نفس الرؤية لعالم يسوده السلام”, مضيفا أنه تم بهذا الصدد “الاتفاق على الارتقاء بالعلاقات الثنائية من خلال انطلاقة جديدة بين الشعبين والدولتين”.
و أعلن في هذا الإطار عزم البلدين على عقد اللجنة العليا المشتركة وتهيئة “أرضية تفاهم للارتقاء بالتعاون الثنائي إلى آفاق أوسع”, معربا عن أمل بلاده في “تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والنفط والغاز والتكنولوجيا والتعليم العالي والفلاحة”.
و في سياق متصل, قال الرئيس الفنزويلي أن اللقاء كان فرصة أيضا لاستعراض أهم التطورات على الساحة الدولية, معربا عن “دعم بلاده الكامل” للشعب الفلسطيني وعلى ضرورة “التنديد بالجرائم” التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين.
و بالنسبة للقضية الصحراوية, عبر الرئيس الفنزويلي عن دعمه لنضال الشعب الصحراوي, داعيا المجتمع الدولي إلى “دعم حق هذا الشعب في تقرير مصيره”.
و بخصوص الأزمة الليبية, أكد على ضرورة “توفير الضمانات اللازمة لتنظيم انتخابات تسمح بإعادة بناء دولة ليبية سيدة وديمقراطية”.