أجرى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لقاءه الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية، تطرق فيه إلى عديد القضايا الوطنية والدولية.
و بث اللقاء على الساعة العاشرة والنصف من مساء أمس عبر مختلف القنوات التلفزيونية والإذاعية الوطنية.
وقال رئيس الجمهورية في مقتطفات من لقائه الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية، : “نطمئن الطبقة الشغيلة أنه من هنا إلى نهاية السنة، ستكون هناك زيادة في الأجور وفي منحة البطالة، وسيشرع في تطبيقها مع بداية شهر جانفي 2023″، موضحا “أننا ننتظر النتائج النهائية للمداخيل الوطنية المنتظر تحقيقها إلى غاية نهاية السنة الجارية”.
وبخصوص إمكانية إجراء تعديل حكومي، رد الرئيس تبون بالقول أن هذا التعديل سيكون “حسب نتائج كل قطاع” وأن المقياس في ذلك سيكون مرتبطا بمدى تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء.
وبشأن مكافحة المضاربة، أوضح رئيس الجمهورية أن هناك 160 مطحنة تتلقى الدعم من طرف الدولة، وعوض أن تقوم بطحن القمح لفائدة المواطن، فإنها تقوم ببيعه مباشرة لمربي المواشي.
واستشهد الرئيس تبون على سبيل المثال بإحدى الولايات التي “يتم تموينها بمعدل 40 قنطارا في الشهر لكل مواطن”، في الوقت الذي “لا يتجاوز استهلاك المواطن 40 كلغ في الشهر في احسن الأحوال”، مذكرا في هذا الشأن بالقرار الذي تم اتخاذه مؤخرا والقاضي بمنع تصدير المواد الغذائية.
وحول ندرة المواد الأساسية، أكد رئيس الجمهورية أن المفتشية العامة لرئاسة الجمهورية تقوم بدورها “للتحقيق في أسباب هذه الندرة التي من المفروض ألا تكون”، مبرزا أن الأمر لا يتعلق بنقص التمويل، لأن “المال متوفر”، مثلما قال.
وقال رئيس الجمهورية في لقائه الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية, مخاطبا الشباب : “دافعو عن بلدكم بوطنية”, مجددا التزامه بحل مشكل البطالة مع التكفل التام بهذه الفئة ومواصلة العمل على تحقيق ذلك.
وقال السيد تبون: “لقد ترشحت باسم المجتمع المدني والشباب ووعدت بإدماجهم في الحياة السياسية, واليوم هم يمثلون القوة الثانية في المجلس الشعبي الوطني, ناهيك عن تواجدهم في الشركات الناشئة”.
وبعد أن اعتبر ان الجزائر “تحسد على ما تتميز به من حيوية شبابها الذين يعدون ثروتها الحقيقية”, ذكر رئيس الجمهورية في ذات السياق ان تنصيب المجلس الاعلى للشباب في “مدة أقصاها شهر”, سيكون منبرا لإشراك الشباب في اتخاذ القرارات التي تخصهم.
ودعا الرئيس تبون الى إفشال خطابات كل من يحاول بث اليأس وإحباط عزيمة شباب الجزائر, داعيا اياهم الى “التمسك بالأمل في جزائر مستقرة ومستقبل واعد بهم”.
وقال رئيس الجمهورية في لقائه الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية ان استشارة الجزائر اصبحت “ضرورية في ملفات الساحل وغيره وكذا بالنسبة لليبيا, فضلا عن كون كل الدول في الساحة المتوسطية مهتمة برأي الجزائر”.
وجدد الرئيس تبون موقف الجزائر من القضيتين الفلسطينية والصحراوية “باعتبارهما قضيتي تصفية استعمار”.
و بخصوص القضية الفلسطينية, اكد رئيس الجمهورية استمرار الجزائر في مبادراتها و اتصالاتها حتى “تؤثر” في مجلس الامن لكي يجتمع ويفصل في القضية التي تعد من “الثوابت الجزائرية منذ زمن الرئيس الراحل هواري بومدين الى يومنا هذا”.
وبخصوص ليبيا, جدد رئيس الجمهورية التأكيد على ان الحل الوحيد للقضية يكمن “في العودة الى الشعب”, مذكرا ان الجزائر تسير مع الشرعية الدولية بخصوص الملف الليبي.
وفي رده على استفسار بشأن طلب الليبيين تنظيم مؤتمر دولي في الجزائر, اوضح رئيس الجمهورية ان الجزائر التي تعمل على لم الشمل, لن تدخل في مبادرة قد تزيد من مؤشرات التفرقة بين الدول العربية.
و قال في هذا الصدد أن الجزائر “لم ترد لا بالإيجاب ولا بالسلب” وهي تترقب الاوضاع في هذا البلد “لأننا لا نريد ان ندخل في مؤتمر ونفشل, فنحن نترقب مؤشرات نجاح وليس مؤشرات تفرقة للدول العربية”.
وعن القمة العربية المقرر عقدها في نوفمبر القادم بالجزائر, اكد رئيس الجمهورية ان كل الدول العربية اكدت مشاركتها, موضحا ان “الجزائر ليس لديها مشاكل مع أي دولة عربية فكلها دول شقيقة, وكل ما يمسها يمسنا”.
أما بخصوص العلاقات مع روسيا التي تعود الى 60 سنة, فقد شدد رئيس الدولة على أن الجزائر “دولة نافذة في حركة عدم الانحياز بأتم المعنى ولن تلتزم بأمور لا تهمها”, غير أن ذلك “لا يمنعنا أن نكون أصدقاء مع روسيا مثلما نحن أصدقاء مع الولايات المتحدة لكن بطريقة أخرى”, فضلا عن أنه “تجمعنا علاقات قوية مع الصين”.
وبخصوص الشراكة مع ايطاليا, ذكر الرئيس تبون بموقف هذا البلد حيث كان الوحيد المساند للجزائر خلال العشرية السوداء, ووقف الى جانبها من خلال فتحه خطوط قروض بملايير الدولارات مع استمرار رحلات الخطوط الجوية الايطالية الى الجزائر, “في وقت لم تعد اي طائرة تحط بالجزائر بإيعاز من دولة اوروبية”.