عرض وزير العدل حافظ الأختام، عبد الرشيد طبي، يوم الاثنين أربعة مشاريع قوانين تخص قطاعه أمام لجنة الشؤون القانونية والإدارية لمجلس الأمة، حسب ما أفاد به بيان للمجلس.
و يتعلق الامر بمشروع قانون عضوي يحدد طرق انتخاب أعـضاء المجلس الأعلى للقضاء وقواعد تنظيمه وعمله, مشروع قانون يتضمن التقسيم القضائي, مشروع قانون يحدد تنظيم السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته وتشكيلتها وصلاحياتها, الى جانب مشروع قانون يعدل ويتمم الأمر رقم 75-59 المؤرخ في 30 رمضان سنة 1395 الموافق 26 سبتمبر سنة 1975 والمتضمن القانون التجاري.
و أوضح البيان أن هذا الاجتماع يندرج في إطار دراسة المجلس للنصوص القانونية الاربعة التي أحالها رئيس مجلس الأمة, صالح قوجيل, على لجنة الشؤون القانونية والإدارية وحقوق الإنسان والتنظيم المحلي وتهيئة الإقليم والتقسيم الإقليمي للمجلس قصد الدراسة وإعداد التقارير التمهيدية حولها.
و في مستهل عرضه, تطرق السيد طبي الى “الأسباب التي دفعت الحكومة إلى المبادرة بتقديم هذه النصوص والحاجة إليها وعلاقتها بخيار الجزائر الجديدة التي يرسي دعائمها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, في إطار بناء دولة الحق والقانون, يسودها العدل والإنصاف”.
و بخصوص نص القانون العضوي الذي يحدد طـرق انتخاب أعضاء المجلس الأعلى للقضاء, أشار ممثل الحكومة الى أن هذا القانون يأتي في إطار “تكييف النصوص القانونية مع الدستور وتطبيقا لأحكام المادة 180 منه”, مشيرا أن الدستور “خص القضاء بفصل كامل أكد فيه على استقلاليته التي يضمنها المجلس الأعلى للقضاء وعلى استقلالية القاضي الذي لا يخضع إلا للقانون والضمير وتضمن الكثير من الضمانات التي تسمح للقاضي بممارسة مهامه بعيدا عن الضغوطات مهما كان شكلها أو مصدرها”, مذكرا بالمناسبة بأنه “لأول مرة منذ الاستقلال تتم دسترة تشكيلة المجلس الأعلى للقضاء”.
و بخصوص القانون المتضمن التقسيم القضائي, أكد وزير العدل أن هذا النص “يتضمن مراجعة الإطار القانوني للتقسيم القضائي لجعله يتماشى مع الأحكام المتعلقة بالجهات القضائية الإدارية والجهات القضائية العادية ويكون منسجما مع ما تم اعتماده في القانون العضوي المتعلق بالتنظيم القضائي الذي سبق للمجلس وأن صادق عليه”.
و أشار الى أن مشروع قانون ينص على استحداث 6 محاكم إدارية للاستئناف تقع مقراتها بالجزائر العاصمة, وهران, قسنطينة, ورقلة, بشار وتمنراست.
و فيما يتعلق بنص القانون الذي يحدد تنظيم السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته وتشكيلتها وصلاحياتها, ذكر ممثل الحكومة أن هذا النص يندرج في إطار “تكييف المنظومة الوطنية للوقاية من الفساد مع أحكام الدستور الذي استحدث مؤسسة رقابية جديدة مكلفة بالشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته تحل محل الهيئة الوطنية الحالية”, مشيرا الى أن هذا النص يستمد مرجعيته من “البرنامج الرئاسي الذي يعتبر أخلقة ومكافحة الفساد من ضمن الأولويات, علاوة على الاتفاقيات الدولية والإقليمية التي صدقت عليها الجزائر في مجال الوقاية من الفساد ومكافحته”.
و أشار ايضا الى أن القانون الساري المفعول المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته سيكون “محل مراجعة خلال السنة الجارية بهدف تعزيز الأحكام المتعلقة بالوقاية من الفساد ومكافحته وتلك المتعلقة باسترداد الأموال المنهوبة”.
و بخصوص النص المتضمن القانون التجاري, أشار ممثل الحكومة الى أنه يندرج في إطار “مواصلة تكييف منظومتنا التشريعية التجارية مع تطور التجارة وتبسيط إنشاء الشركات التجارية وتشجيع الشباب أصحاب المشاريع”, كما يهدف إلى “تكييف القانون التجاري مع الإصلاحات التي يعرفها الاقتصاد الوطني والتوجهات السياسية الجديدة”.
و خلال تدخلاتهم, ثمن أعضاء اللجة مضمون هذه النصوص ونوهوا “بمجهودات الدولة من أجل بناء الجزائر الجديدة التي يسعى الجميع إلى تشييدها وإرساء دعائمها على أسس الحق والقانون وضمان العدالة والمساواة بين كل المواطنين في كنف احترام الدستور”, كما طرحوا جملة من الأسئلة والملاحظات حول بعض الأحكام التي تضمنتها نصوص هذه القوانين”.
من جانبه, رد ممثل الحكومة على مجمل مداخلات أعضاء اللجنة, مؤكدا “عزم الدولة على المضي قدما باتجاه تحقيق الأهداف التي يتطلع إليها الجميع”.