تم يوم الثلاثاء بمقر المجلس الشعبي الوطني تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائر-الصين بهدف تعزيز علاقات التعاون بين البلدين.
و أشرف رئيس لجنة الشؤون الخارجية و التعاون و الجالية بالمجلس, محمد هاني, على مراسم التنصيب الرسمي لمجموعة الصداقة الجزائرية-الصينية, بحضور رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائرية-الصينية, سعيد حاسي, و مدير آسيا الوسطى والشرقية بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, محمد يزيد بوزيد, إلى جانب سفير الصين بالجزائر, لي ليان هي.
و اعتبر السيد هاني أن مجموعة الصداقة الجزائرية الصينية “جاءت لتعزيز علاقات التعاون والتضامن بين البلدين و تزامنها مع المقابلة التي جمعت اليوم رئيس المجلس الشعبي الوطني, السيد ابراهيم بوغالي عبر تقنية التحاضر المرئي مع رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني, يعد دلالة كافية و معبرة عن أهمية العلاقات التي تكنها الجزائر للصين”.
و أكد في ذات السياق أن الجزائر لم تبخل من حيث دعمها السياسي الذي مكن الصديقة الصين من استرجاع مكانتها المشروعة ضمن هيئة الامم المتحدة سنة 1971, وهو ما انعكس على علاقات متجذرة و متميزة بين البلدين, تعرف تطورا ملحوظا تجسد من خلال تكثيف تبادل الزيارات رفيعة المستوى و تعزيز التشاور حول عديد المسائل الاقليمية و الدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما نوه السيد هاني بالخطة الخماسية الثانية للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين (2022-2026), و التي ينتظر ان تعطي الدفع الذي يليق بعلاقات التعاون بين الجزائر و الصين, مؤكدا ان العمل البرلماني في شقه الدولي من حيث تفعيل المجموعات البرلمانية للصداقة سيكون اداة للتقارب و تعزيز التواصل مع الدول الصديقة و الشقيقة.
بدوره, اعتبر مدير آسيا الوسطى والشرقية بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, محمد يزيد بوزيد, أن تنصيب هذه المجموعة يعد “أداة اضافية لتعزيز و تعميق علاقات التعاون و الصداقة بين البلدين, و التي ستعرف مشاورات سياسية أخرى نهاية فبراير الحالي تجمع بين رئيس مجلس الامة و نضيره الصيني”.
و عاد السيد بوزيد الى ابراز أهم معالم علاقات التعاون التاريخي الذي جمع البلدين, و توافق مواقفهما ازاء القضايا الجهوية و الدولية ذات الاهتمام المشترك, و كذا التطور الحاصل في العلاقات الاقتصادية التي تربطهما حيث اصبحت الصين – كما قال- في المركز الاول منذ سنة 2013 من حيث تموين السوق الجزائرية بقيمة فاقت 9 ملايير دولار سنويا.
و قال أن وتيرة الشراكة الاقتصادية الثنائية تعرف حاليا تسارعا متواصلا من خلال انجاز مشاريع عديدة ذات أهمية استراتيجية للاقتصاد الجزائري كبناء ميناء الوسط بشرشال و استغلال الفوسفاط و الحديد و تطوير شبكة السكك الحديدية وهو ما من شانه أن يرفع من مستوى الاستثمارات الصينية في الجزائر, في انتظار التوقيع مستقبلا على خطة أخرى للتعاون تهتم بإنجاز المشاريع الكبرى بالجزائر.
و قال السيد بوزيد أن الجزائر تستعد حاليا للمشاركة كضيف شرف في معرض بيجين للكتاب السنوي, مشيرا الى منح الصين خلال السنة الجامعية الماضية ل 30 منحة دراسية للطلبة الجزائريين في حين استقبلت الجزائر 30 طالبا صينيا لمزاولة تكوين في اللغة العربية لمدة 10 أشهر عبر مختلف جامعات الوطن.
من جهته, قال رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائرية-الصينية, سعيد حاسي, أن تنصيب هذه المجموعة سيسمح بفتح مجالات و محاور واسعة للشراكة و التعاون مع دولة الصين, كما ستكون لبنة تضاف لصرح العلاقات الودية و الجدية بين البلدين.
من جانبه, أكد السفير الصيني بالجزائر, لي ليان هي, أن المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائرية-الصينية تعد “ترسيخا و تجسيدا اضافيا و متجددا للعلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين, لا سيما, كما قال, و أن الصين تعتبر الجزائر “شريكا استراتيجيا موثوقا”.
و أد السيد ليان هي أن بلده لن “تنسى أبدا” صنيع الجزائر بمساعدتها لاسترجاع مقعدها الشرعي بالأمم المتحدة, و هي “مستعدة اليوم لتعزيز كل سبل التعاون المتاحة لدعم علاقات التعاون المشتركة”.