يواصل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يوم الاثنين، زيارة الدولة التي يقوم بها منذ يوم السبت إلى دولة قطر، بدعوة من أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
قام رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يوم الاثنين، بزيارة الى مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها، منذ السبت إلى دولة قطر، بدعوة من أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
و شرع الرئيس تبون في جولته, رفقة الوفد الوزاري المرافق له, بزيارة المبنى المركزي للمؤسسة التي تحوز على 50 فرعا في مجالات التعليم, والبحوث, وتنمية المجتمع, حيث كان في استقباله نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة والرئيس التنفيذي لهذه الهيئة, الشيخة هند بنت حمد آل ثاني.
و طاف رئيس الجمهورية بمختلف مصالح المؤسسة أين تلقى شروحات حول أهداف المؤسسة ونشاطاتها وتنظيمها وفروعها.
و بعدها, تنقل رئيس الجمهورية الى المكتبة الوطنية القطرية, التابعة للمؤسسة, أين زار أجنحتها وتلقى عرضا حول محتوياتها من كتب ومخطوطات.
كما زار الرئيس تبون في نهاية جولته مربط الخيول العربية الأصيلة “الشقب”, التابع أيضا الى مؤسسة قطر, أين إطلع على أهم السلالات التي يتم تربيتها في هذا المركز.
من جهة أخرى, سيستقبل الرئيس تبون, بمقر إقامته بالدوحة, العديد من المسؤولين لهيئات تجارية واقتصادية واستثمارية قطرية, وكذا رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين.
و كان رئيس الجمهورية قد شرع يوم السبت الماضي في زيارة دولة إلى قطر.
و قد إلتقى الرئيس تبون والوفد المرافق له أمير دولة قطر, الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, أمس الأحد بالديوان الأميري, أين أجريت محادثات موسعة شملت وزراء ومسؤولي البلدين قبل أن يجري رئيس الجمهورية والأمير القطري محادثات على انفراد.
و عقب هذه المحادثات, تم التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في مجالات الدبلوماسية والعدل والتنمية الاجتماعية والأسرة والتعليم العالي.
و نظم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, بعد هذا الاستقبال, مأدبة غذاء على شرف رئيس الجمهورية والوفد المرافق له.
كما استقبل الرئيس تبون, أمس الاحد, بمقر إقامته, رئيس مجلس الوزراء و وزير الداخلية القطري, الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني, الذي أدى له زيارة مجاملة.
كما التقى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساء يوم الاحد، بالعاصمة القطرية الدوحة، بممثلين عن الجالية الوطنية بقطر، على هامش زيارة دولة التي يقوم بها لقطر، بدعوة من أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
و يدخل هذا اللقاء في إطار حرص رئيس الجمهورية على الاستماع لانشغالات الجالية الجزائرية بالخارج، حيث اعتمد مثل هاته اللقاءات في جميع محطاته الدولية، لتأكيد موقفه على ضرورة الاستماع الى انشغالات الجالية و التكفل بمشاكلها من قبل كل الممثليات الديبلوماسية الجزائرية بالخارج.
و خلال لقائه بأعضاء من الجالية، الذي جرى في أجواء “عائلية”، استمع الرئيس تبون الى انشغالات و اقتراحات مختلف المتدخلين من الحضور، كما رد على اسئلتهم بخصوص القضايا و المسائل السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية المتعلقة بالوطن و كذا العلاقات الجزائرية القطرية و سبل ترقيتها.
و بهذا الشأن، اكد رئيس الجمهورية ان العلاقات بين البلدين تملك “آفاقا واعدة و ذات أهمية” في العديد من القطاعات، كالفلاحة و بناء المدن و المنشآت القاعدية و السكك الحديدية، مشيرا الى محادثات في هذا الشأن تسمح بتطوير شبكة السكك الحديدية الوطنية و مدها الى كل من تمنراست و أدرار و حتى الى خارج الوطن كالنيجر.
وأوضح رئيس الجمهورية ان هاته المشاريع تأتي موازاة مع مشروع توسيع ميناء جنجن بجيجل و هو المشروع الذي يهدف لجعله “ميناء إفريقيا” بربطه بشبكة السكك الحديدية التي تمتد الى إفريقيا.
و في مجال النقل، كشف رئيس الجمهورية عن مشروع فتح خط بحري لنقل البضائع و المسافرين بين الجزائر و العاصمة القطرية الدوحة، مؤكدا ان هذا المشروع سيتم تجسيده قبل نهاية السنة الحالية.
و بخصوص القضايا السياسية الوطنية، ذكر الرئيس تبون بأن “الحراك المبارك أنقذ البلاد و سمح بإقامة انتخابات بدون تزوير و بناء مؤسسات جديدة للدولة بمشاركة كل ابنائها”، مشددا على “فتح المستقبل أمام الشباب و تنصيب المجلس الأعلى للشباب قريبا و هذا في إطار الوفاء بالتزاماته بتسليم المشعل للشباب”.
و في الجانب الاقتصادي، ذكر رئيس الجمهورية بأن الجزائر هي البلد الوحيد في المنطقة التي ليست عليه ديون خارجية، مؤكدا ان الصادرات خارج المحروقات “بلغت 8ر4 مليار دولار السنة الفارطة و ستبلغ 7 مليار دولار السنة المقبلة مع الطموح الى الوصول الى 15 مليار دولار في السنوات المقبلة للتخلص من التبعية للمحروقات”.
كما اكد رئيس الجمهورية على مواصلة مكافحة المال الفاسد و الدفع بالاقتصاد الوطني نحو الامام بتبسيط و تحسين مناخ الاستثمار و كذا التكفل بالجانب الاجتماعي للمواطنين، مشيرا الى ان “منحة البطالة التي تم استحداثها مؤخرا تعتبر من الإجراءات التي أقرتها الجزائر في هذا الشأن دون غيرها من بلدان المنطقة”.
و بخصوص الجالية الوطنية بالخارج، دعا رئيس الجمهورية الجزائريين المتواجدين بقطر و في مختلف الدول عبر العالم الى “التنسيق و الانسجام” من منطلق ان الجالية بالخارج تعتبر “قوة ابتكار” في خدمة للوطن الام، مؤكدا على تعليماته بضرورة التكفل بكل انشغالاتها و فتح مجال الاستثمار في جميع الميادين بالجزائر امامها.
يذكر ان اللقاء شهد حضور الوفد الوزاري المرافق لرئيس الجمهورية خلال زيارة الدولة التي يقوم بها لقطر، و كذا سفير الجزائر بقطر و العديد من الإطارات و الوجوه الإعلامية و الرياضية الوطنية المقيمة بقطر.
و يرافق رئيس الجمهورية, خلال زيارته إلى قطر, وفد وزاري يتكون من وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, وزير العدل حافظ الأختام, وزير الطاقة والمناجم, وزير الفلاحة والتنمية الريفية, وزير التعليم العالي والبحث العلمي, وزير السكن والعمران والمدينة, و وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة.
