تم أمس، بمقر المجلس الشعبي الوطني تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائر- جنوب افريقيا بهدف تدعيم العلاقات التاريخية بين البلدين وبناء شراكة متميزة تكون في مستوى تطلعات الشعبين.
وجرت مراسم التنصيب بحضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني, محمد هاني, والقائم بالاعمال بسفارة جنوب افريقيا بالجزائر, لو سيلا باتريك رنكميس, وكذا رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائر- جنوب افريقيا, رياض حناشي, وممثلة وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, لينا أحميم.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة, أكد السيد هاني على ضرورة أن “تعطي الدبلوماسية البرلمانية دفعا جديدا للعلاقات التي تجمع البلدين عن طريق المبادرة بإسهامات عملية لتدعيم العلاقات التاريخية بهدف بناء شراكة متميزة تكون في مستوى طموحات الشعبين الصديقين في مستقبل أفضل”.
وأضاف قائلا في ذات السياق: “كبرلمانيين, نحن مطالبون بتطوير علاقات التعاون البرلماني الثنائي من خلال إنشاء آليات اتصال جديدة وتبادل المعلومات المتعلقة بالمجالات التشريعية والقانونية في ظل التطورات الاقليمية والدولية الراهنة”.
“إن إنشاء المجموعات البرلمانية للصداقة -يضيف السيد هاني– من شأنه تمكين البرلمانيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية من تعميق الحوار والتشاور مع نظرائهم من مختلف برلمانات الدول الشقيقة والصديقة, وهو ما نطمح اليه من خلال انشاء هذه المجموعة التي تشكل إطارا جيدا لتقوية سبل التعاون بين مؤسستينا التشريعيتين وتحقيق المزيد من التقارب بما يخدم المصالح العليا للبلدين”.
كما لفت إلى أن المناسبة تدعو إلى “التطرق إلى أهمية العلاقات التي تربط بلدينا الصديقين والتي تشهد تناميا مستمرا خصوصا بعد المقابلة الاخيرة لرئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, ونظيره رئيس جنوب افريقيا عن طريق التحاضر عن بعد يوم 4 يونيو 2020 , حيث أكدا عزمهما على تنسيق جهودهما للمساهمة في حل النزاعات في القارة الافريقية ودفع التعاون المشترك في مختلف المجالات بالتواصل الدائم بين الطرفين, تبادل الزيارات والمشاركة في الاجتماعات الثنائية”.
من جانبه, قال السيد لو سيلا باتريك رينكوميسا بأن تنصيب مجموعة الصداقة بين البلدين من شأنه “اعطاء بعد آخر للممارسة الدبلوماسية في شقيها العملي والأكاديمي والأهم أننا نعطي بعدا آخر للدبلوماسية وهو البعد البرلماني”.
وأضاف في ذات الشأن, أن العلاقات الثنائية بين الجزائر وجنوب افريقيا تبقى قائمة على الدعم الذي قدمته الجزائر لجنوب افريقيا من أجل التحرر قائلا: “لا يمكن أن ننسى نحن شعب جنوب افريقيا الدور الذي لعبته الجزائر في تلك الفترة مثلما أكدة الرئيس نلسون مانديلا الذي لطالما ذكر بدور الجزائر تحت قيادة جبهة التحرير الوطني والدعم الذي ساهم بشكل كبير في انتصار جنوب افريقيا في كفاحها ضد الابرتايد”.
وذكر الدبلوماسي بتصريح مانديلا الذي قال فيه إن “الجزائر صنعت مني رجلا” والذي جعل الجزائر وجهته الأولى بعد خروجه من السجن, مبرزا أهمية أن “يتذكر الجيل الحالي والأجيال القادمة أن هذه العلاقة الاستثنائية التي تجمع البلدين مبينة على التضحيات وان يكون لكلا البلدين مساهمة إيجابية في تحقيق الازدهار على مستوى القارة”.
من جهته, أكد السيد حناشي أن الهدف من انشاء هذه المجموعة هو “إقامة علاقات الصداقة والتعاون وتعزيز الروابط بين المجلس الشعبي الوطني وبرلمان جنوب افريقيا, وكذا تبادل المعلومات والخبرات في المجالات السياسية, الاقتصادية, الاجتماعية والثقافية وتعميق التشاور والتنسيق بين الهيئتين التشريعيتين”.
ووصف العلاقات بين البلدين بـ”الممتازة والمبينة على التضامن والاحترام المتبادل والتي تضرب جذورها في الكفاح المشترك ضد الاستعمار والابرتايد”, مشيرا إلى أن هذه المجموعة البرلمانية للصداقة “ستشكل بالتأكيد مكسبا يضاف إلى رصيد العلاقات الجزائرية-الجنوب افريقية واطارا لطرح الأفكار والاقتراحات الكفيلة بتوسيع تبادل الآراء والخبرات بين بلدينا”.
وبذات المناسبة, اشارت ممثلة وزارة الشؤون الخارجية إلى أن لجنة الصداقة البرلمانية بين البلدين الصديقين “لبنة جديدة منوط بها تعزيز الحركية الواعدة التي تعرفها العلاقات الثنائية بين الجزائر وجنوب افريقيا بما يقوي وشائج الاخوة والصداقة في وقت أضحت فيه الدبلوماسية البرلمانية داعمة للعمل الدبلوماسي”.
وأضافت أن “العلاقة النوعية بين البلدين وتطلعاتهما المشتركة للسلم والأمن والازدهار عرفت ديناميكية جديدة وقفزة نوعية خاصة بعد زيارة وزير الخارجية والعلاقات الدولية لجنوب افريقيا الى الجزائر في نوفمبر الماضي.