ركز مسؤولو الأحزاب السياسية في خطاباتهم، عشية انتهاء الحملة الانتخابية والدخول في الصمت الانتخابي، على ضرورة ذهاب المواطنين ب “قوة” إلى صناديق الاقتراع والتصويت على من يروهم الأجدر بتمثيلهم في المجالس الشعبية البلدية والولائية، فضلا عن تجديد دعوتهم لتوسيع صلاحيات للمنتخبين.
وفي هذا الصدد, رافع رئيس حزب الفجر الجديد, الطاهر بن بعيبش, خلال تجمع شعبي نظمه بولاية المسيلة, من أجل التغيير عن طريق الصندوق دون سواه, قائلا: “كلنا مع التغيير بالانتخابات باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتغيير, لكننا نتخوف من تدني نسبة المشاركة كما حدث في تشريعيات الماضية”.
وجدد السيد بن بعيبش في هذا الإطار, ندائه للمواطنين للمشاركة بقوة في الانتخابات المزمع تنظيمها يوم السبت المقبل لتجديد أعضاء المجالس الشعبية البلدية والولائية, مبرزا أن مرشحي حزبه هم من “خيرة أبناء هذه المنطقة من حيث الكفاءة و النزاهة”, داعيا إياهم إلى رفع التحدي لإقناع المواطن بالمشاركة في الانتخابات.
ولرفع هذه التحديات, يرى ذات المتحدث أنه من الضروري إعطاء المزيد من الصلاحيات للمجالس الشعبية البلدية والولائية, داعيا الناخبين إلى “عدم الإصغاء لأصحاب الوعود غير الواقعية التي لا يمكن تحقيقها في ظل الوضع القانوني الراهن للمجالس الشعبية المحلية”.
واعتبر هذه الاستحقاقات فرصة لوضع حد ل ” بقايا العصابة تقاوم التغيير وتحاول بشتى الوسائل والسبل إفشال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة وذلك عن طريق أساليب أخرى غير العملية الانتخابية”.
وكانت رئيسة حزب تجمع أمل الجزائر, فاطمة الزهراء زرواطي, قد أكدت مساء الأحد بمشرية بولاية النعامة بأن المواطن بحاجة إلى تمثيل “قوي ونوعي” في المجالس المحلية المنتخبة يرتقي إلى طموحاته من أجل “كسب رهان النهوض بتنمية محلية مستدامة في كافة المجالات”.
وشددت في هذا الإطار على أهمية هذه الاستحقاقات كونها “محطة فاصلة” لتأسيس مجالس بلدية وولائية منتخبة ب”تركيبة بشرية نوعية تمتلك القدرات والكفاءات اللازمة لتبني طرق تسيير تراعي الخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لكل بلدية وتعتمد على تشجيع الاستثمار وتعزيز تحصيل الجباية على مستوى الجماعات المحلية”.
وأوضحت أن الفعل السياسي السليم باختيار الأمثل من الكفاءات الشابة والعنصر النسوي داخل المجالس المحلية المنتخبة يقود ل “إطلاق مبادرات حقيقية ونابعة من الشعب ووضع و تسطير البرامج الكفيلة والمشاريع المناسبة بما يتماشى مع خصوصية ومميزات كل بلدية وإمكانياتها المتنوعة”.
ومن هذا المنطلق, دعت السيدة زرواطي إلى المشاركة “القوية” يوم السبت القادم واختيار مترشحي حزبها الذين وصفتهم ب “الكفاءات الشابة والنزيهة” وبالمترشحين من ذوي المؤهلات “لتسيير أمثل للتنمية المستدامة في مناطقهم”.
وفي ذات المنحى, دعا رئيس مجلس الشورى الوطني لحركة البناء الوطني, نصر الدين سالم شريف, بسعيدة, إلى انخراط الجميع في المشروع الإصلاحي للحركة ل”بناء مجالس منتخبة قوية”, مشيرا إلى أن هذا المشروع يشمل مجالات اقتصادية واجتماعية و سياسية, وأن حزبه يعمل من أجل “استرجاع روح المسؤولية” لدى المنتخبين والمواطنين والحرص على خدمة الصالح العام.
وبعدما دعا المواطنين إلى المشاركة “القوية” في محليات 27 نوفمبر لاختيار ممثليهم في المجالس المحلية المنتخبة وتحقيق التغيير المنشود, تعهد السيد سالم شريف في حالة ما إذا فاز مترشحي الحركة في الاستحقاقات, سيركزون على مشاريع تخص “الاستثمار والشباب و الرياضة و الثقافة”.
ومن ولاية المدية حيث نظم تجمعا شعبيا, دعا رئيس حزب حركة الشباب الجزائري, عمر بريكسي غورمات, على ضرورة “إعادة السلطة إلى المجالس المنتخبة” من خلال منحها المزيد من الصلاحيات سيما فيما تعلق الأمر بملفات السكن والأراضي والاستثمار.
ومن جهة أخرى, تطرق السيد غورمات إلى الشأن الداخلي, حيث رافع من أجل تبني “موقف موحد” لمواجهة محاولات زعزعة الاستقرار البلاد, مبرزا “ضرورة توحيد كل الجهود والطاقات لتعزيز الجبهة الداخلية واتخاذ موقف موحد في مواجهة الأخطار”.
