أشرف رئيس الجمهورية الإيطالية، السيد سيرجيو ماتاريلا، يوم الأحد بالجزائر العاصمة، على تدشين حديقة عمومية ببلدية حيدرة، باسم صديق الثورة الجزائرية الإيطالي إنريكو ماتيي.
وقام الرئيس الإيطالي خلال اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها إلى الجزائر، بزيارة حديقة التجارب بالحامة، كما قام بجولة في الواجهة البحرية بقصر رياس البحر “الحصن 23”.
يذكر أن إنريكو ماتيي (1906-1962)، الذي تحمل الحديقة العمومية بحيدرة اسمه، هو مصنع إيطالي، دافع عن قضية الشعب الجزائري عملا وقولا، على مدار سنوات، وهو شخصية بارزة على مستوى التعاون الاقتصادي والصداقة بين الجزائر وإيطاليا.
ويحمل أنبوب الغاز “العابر للمتوسط” الذي يربط بين البلدين اسم أنريكو ماتيي منذ سنة 1999 كما منحه مؤخرا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وسام أصدقاء الثورة الجزائرية ما بعد الوفاة.
وقد اضطلع أنريكو ماتيي المعروف بمواقفه المناهضة للاستعمار ومقاومته للفاشية بشمال ايطاليا ابتداء من 1943 حيث عرف عنه انه كان “متبصرا ومروجا لتعاون حقيقي بين الشمال والجنوب”، بدور هام في مفاوضات ايفيان من خلال وضع خبرته في خدمة الطرف الجزائري في مجال المحروقات.
كما ساعد السيد ماتيي الجانب الجزائري على تحديد المحاور الإستراتيجية الكبرى للمفاوضات والدفاع عن مصالح الجزائر في استغلال مواردها البترولية والمنجمية حسب الشهادات المعبر عنها بهذا الخصوص في مختلف المنتديات.
وقد تناولت الشهادات أيضا دور مجمع “ايني” في تكوين الإطارات الجزائرية في مجال الصناعة البترولية على مستوى مدارسها بعد استقلال الجزائر.
وقد نذر ماتيي حياته خدمة للقضايا العادلة في العالم وكان مناهضا للهيمنة الاستعمارية مما جعله يتعرف على العديد من قادة الثورة، وساهم تواصله المستمر مع ممثلي جبهة التحرير الوطني بالخارج في تجنيد وتعبئة الطبقة السياسية الإيطالية ودعم ونصرة القضية الجزائرية.
وتوفي ماتيي يوم 27 أكتوبر 1962 أي شهرين بعد استقلال الجزائر في حادث تحطم طائرة جنوب مدينة ميلانو في ظروف غامضة، ولم يتم لحد اليوم الكشف عن ملابسات وفاته.
وفي سنة 1997، وبعد مرور 35 سنة عن هذا الحادث، خلصت العدالة الايطالية إلى أن الحادث كان جراء “قنبلة تم وضعها في الطائرة”، ليتبين بعدها أن مواقف ماتيي حول ملف البترول الجزائري كلفته حياته.