تنبأ القيادي في التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية والبرلماني الجزائري السابق، عثمان معزوز، بمقاطعة كبيرة لسكان منطقة القبائل للانتخابات التشريعية المقبلة.
و أكد في حوار مع “أصوات مغاربية”، أن السبب الرئيسي يعود إلى “عدم ثقة المواطنين هناك في النظام السياسي الحالي”، و فيما يلي النص الكامل للحوار :
كيف تتوقع مشاركة سكان منطقة القبائل في الانتخابات التشريعية التي ستجري يوم السبت المقبل؟
قبل الإجابة عن سؤالك لا بد من الإشارة إلى أن هذه الانتخابات سوف لن تختلف عن جميع الاستحقاقات التي شهدتها الجزائر في وقت سابق، فهي عبارة عن مهزلة سياسية تضاف إلى سجل السلطة التي ترفض منح حق المواطنين الجزائريين الحق في بناء دولتهم بالطريقة التي يريدون.
ما سيجري يوم السبت المقبل هو عبارة عن تعيين فوقي مغلف بديكور انتخابي، الهدف منه هو استكمال المشروع الذي رسمته السلطة منذ الانتخابات الرئاسية الماضية.
أما بالنسبة لمنطقة القبائل ومشاركتها في الانتخابات، فالجواب يعرفه الجميع، لأن سكانها ظلوا يرفضون دوما المشاركة في المهازل التي ترسمها السلطة، وهو الأمر الذي سيتكرر بقوة هذه المرة.
الدليل على ما أقول هو تشبث سكان منطقة القبائل بمسيرات الحراك الشعبي التي تبقى مستمرا بها لغاية الساعة لأنهم جد مقتنعين بأن الحل الذي طالب به الشعب الجزائري يوم 22 فبراير 2019 هو المشروع الوحيد الذي يمكن أن يخرج البلاد من أزمتها.
البعض يربط موقف منطقة القبائل من التشريعيات بالتأثير القوي لحركة “الماك” على سكانها، هل الأمر صحيح؟
لا يمكن لأحد أن ينكر وجود حركة “الماك” في الواقع، خصوصا بمنطقة القبائل، فهذه حقيقة يعرفها الداني والقاصي.
لكن موقف منطقة القبائل، في اعتقادي، مرتبط بالأساس بالتقاليد السياسية العريقة التي يملكها سكانها في مجال النضال والوعي.
منطقة القبائل كانت وتبقى مهدا للنضال السياسي في الجزائر، وتملك تجارب عديدة منذ عهد الاستعمار إلى غاية اليوم، وبالتالي ليس غريبا عنها أن تعبر مرة أخرى عن موقفها حيال ما يجري في البلاد من انحراف خطير تجسده مساعي ومشاريع السلطة.
هناك من يصف موقفكم بالمتطرف خاصة وأن أحزابا أخرى كانت محسوبة على المعارضة قررت المشاركة في العملية الانتخابية، كيف تردون؟
كل حزب سياسي في الجزائر حر في التعبير عن موقفه، لكن موقف حزبنا ثابت لا يتغير وهو يعبر عن إرادة الشعب الجزائري التي عبر عنها يوم 22 فبراير 2019 لما قرر الخروج إلى الشارع وانتفض على نظام الحكم.
التطرف الحقيقي هو ما يواجهه مناضلون أصحاب رأي من اضطهاد وقمع يومي من قبل النظام السياسي الذي يسعى إلى إقصاء كل الأطراف التي لا تتبنى مواقفه ونظرته الأحادية.
وكيف تصورون حال الجزائر بعد الانتخابات التشريعية المقبلة؟
ليس لدي أي بصيص أمل في غد جميل أو مختلف عما عشناه في السابق. ما يحدث هو استكمال لمشروع سياسي فاقد للشرعية بدأ منذ الانتخابات الرئاسية، ثم الاستفتاء على الدستور وصولا إلى هذه الاستحقاقات التي ستزيد من عزلة النظام السياسي عن الشعب.
الحل الأوحد في نظرنا هو الجلوس على حوار وطني شامل عبر مرحلة انتقالية يتم خلالها الخروج بتصور جماعي يضمن تحولا ديمقراطيا حقيقيا في البلاد.