الشيكور / العاصمة : …دخل ضابط في العسكر إلى الغرفة وهو يقول بمرح صبياني كيف وجدت حال زوجتك أظنك الأن إطمئنت على حال زوجتك ومولودك؟ نظرت إليه بضيق وقلت له وأنا غير راضي نعم الحمد لله ولكن أما كان منك أن تستأذن قبل الدخول؟ أجابني بعجرفة العسكر لا يستأذنون في شيء حتى ولو كنت جالس بالحمام بمفردك سأدخل عليك مثل هذه الدخلة نظرت إليه بتحد وأنا أقول له وماذا لو أعلمنا القادة بتصرفك الهمجي هذا معي ومع زوجتي بدأ ينظر إلي بخوف وهو يقول ولماذا ستصل إلى القادة كنت أمزح معك فقط لا أقل ولا أكثر حينها عرفت بأني أصبحت مهم عند هذا النظام الدموي وأن عملي سيكون عملا مميتا ومخيفا أجبته بلهجة حادة حينما أكون مع زوجتي إياك وأن تمزح معي مثل هذا المزاح فحينها سيكون حسابك معي وليس مع القادة إبتسم إبتسامة باهتة وحاول تغيير دفة الحديث جئت فقط أخبرك أنه سيكون لك موعد هام بالمساء مع أحد ضباطنا المهمين لهذا يأمرك القادة بأن لا تغادر المدينة ولا تطفئ هاتفك…
نظرت إليه نظرة حاقدة وأنا أقول له هل أكملت مهمتك وأوصلت لي المعلومة أجابني وهو يشعر بالفرح نعم أسي أحمد نعم قلت له بلهجة صارمة يمكنك أن تنصرف وتدعني مع زوجتي خرج الرجل بسرعة وهو لا يعلم أنه يتعامل مع أخطر شيكور في البلاد ماذا يريدون منك هؤلاء يا حبيبي سألتني حورية وهي متوترة أجبتها ببساطة لا شيء يا حبيبتي لقد أصبحت رجلا من رجال النظام نظرت لي بحيرة غير مستوعبة الجملة وأنها تفاجأت من هذا الإنقلاب الخطير قلت بصوت مرتفع نعم كما تسمعين لقد أصبح عملي مع النظام أنا الأن الإبن الغير الشرعي للنظام وقد أصبحت منهم تلقيت مكالمة هاتفية في المساء مفادها أنني سألتقي بضابط مهم في فندق فخم تابع للعسكر وسط المدينة وأخبروني بأن تظل هذه المكالمة والموعد سرا لا يمكن البوح به حتى لزوجتي ورجالي لم أثق بهذا الكلام أخبرت زوجتي ثم رجالي بهذا الموعد ثم أخبرتهم إن لم أعد في صباح يوم الغد فلتجمع الرجال والعشيرة ويقومون باللازم هذه وصيتي لرجالي ذهبت إلى الفندق الفاخر فوجدت حرسا تابعا للعسكر عند الباب ما إن لمحوني حتى فتحوا لي الباب وقال لي أحدهم مرحبا أسي أحمد الضابط في إنتظاركم في الغرفة 105 صعدت المصعد ورأسي كبحر هائج تموج فيه عدة تساؤلات وعدة إحتمالات وتحسست مسدس العجوز الذي دائما أضعه خلف حزامي منذ أن أعاده لي القائد…
وصلت إلى الغرفة طرقت الباب طرقا خفيفا ففتح لي ضابط شاب تلمع عينيه من الذكاء وقال لي مرحبا أسي أحمد تفضل مرحبا بيك لقد جئت في الموعد دخلت الغرفة وأنا أدير عيني فيها بشك وحذر وأرد عليه بتلقائية وبكلام فيه مغزى الشيكور الحقيقي هو الذي يضبط حضوره كذئب حذر ويبرز غيابه كثعلب ماكر لم يبالي الضابط الشاب بحماقاتي وقال لي بجدية السي أحمد لندخل في الموضوع إنا هنا لألقنك بعض المعلومات وأعلمك كيف تتعامل مع الأجهزة المتطورة في الإتصال ومن هم موردينا وعملائنا بالجزائر وشمال إفريقيا والحسابات التي توجد في سويسرا وباناما التي ستضع فيها نصيب القادة من الغلة لم يستصغ عقلي كم هذه المعلومات والمصطلحات الجديدة فسألته معتذرا إعذرني أيها الضابط ولكن عن أي شيء تتكلم فأنا لم أفهم شيء نظر لي الضابط الشاب معاتبا وهو يقول المعلومات التي عندي أن القادة أعلموك بالمهمة التي ستتكلف بها نظرت إليه حائرا وأنا أقول أنت تعلم أن زوجتي حامل وأني مدمن على المخدرات فأحيانا يقل تركيزي فأرجوك قل ما هي مهمتي رد علي وعيناه تلمع هي المخدرات وبالتحديد الكوكايين وهذه هي مهمتك سوف تصبح تاجر للكوكايين بمباركة من النظام وعنايته…
قلت له مستدركا أجل لقد حدثني القائد في هذا الموضوع إلا أنني لم أعرف دوري بالضبط في هذه العملية أجابني بسرعة ستكون أنت الواجهة لإستيراد الكوكايين أمام أباطرة الكوكايين في العالم ستقوم بعقد الصفقات الكبيرة بإسمك وإدخال كميات هائلة من الكوكايين إلى البلاد سنعطيك كل المعلومات التي تحتاجها في هذا المجال من أجهزة متطورة في الإرسال عابرة للمحيطات التي ستكون صلة وصل بينك وبين الممولين وغالبا ما نستورد هذه المادة من أمريكا اللاتينية وبالضبط من كولمبيا وبنما لك الضوء الأخضر في البر والبحر والجو أنت ورجالك لا نطلب منكم سوى أن تعيثوا في الأرض فسادا وهذه التجارة سوف تدر عليك ثروة هائلة من الأموال أليس كذلك أجبته بحذر يقولون أن تجارة الكوكايين تدر أموالا أكثر من تجارة الغاز والبترول وأن الغرام الواحد منها يضاعف غرام الدهب أومأ الضابط برأسه إيجابا وهو يقول كلامك صحيح ولكنك لن تأكل الحلوى كلها لوحدك الحسابات التي سوف أعطيك إياها سوف تضع فيها نصيب القادة الشرفاء فقلت في نفسي شرفاء يا إبن العاهرة لم تكفيكم أموال البترول والغاز والثروات الأخرى تضيفون الأن أموال السم الأبيض الذي تغرقون به البلاد نظرت إليه متسائلا كأني أقول له وكم يبلغ نصيب هؤلاء القادة نظر إلي وكأنما عرف ما يدور برأسي نصيب الأسد هو حصة السادة القادة…
سألته محتجا وهل يكفي النصيب المتبقي لي ولرجالي ولمصارفيهم قال لي ساخرا يظهر لي أنك لم تشتغل قط في الكوكايين أموال هذه التجارة تكفي لإعمار وبناء صحراء الجزائر كلها ومدها بالماء والكهرباء لمدة قرن من الزمان إذن لهذا الحد وصلت هذه التجارة من الثراء الفاحش وهؤلاء القادة لديهم من الثروة ما يكفي الجزائريين للأجيال القادمة وهم يبعثرونها على إفساد عقول الشعب وتدميره وعلى إشباع رغباتهم ونزواتهم وتمجيد نسلهم المختار نظرت إلى الضابط الشاب وأنا أقول له إن كان الأمر هكذا فأنا مستعد لجعل الجزائريين يستعملون بذرة الكوكايين مكان بذرة الحليب الذي يعطونه لأبنائهم الرضع ضحك الضابط بأعلى صوته وهو يقول فعلا لقد إختار القادة وأحسنوا الإختيار ثم تابع وهو يقول الأن سأريك طريقة إستعمال هذه الأجهزة المتطورة وقبل أن يضع يده عليها بدأ جهاز الإتصال يصدر صوتا مخيفا جعل الضابط يرتجف…يتبع