إن طبيعة السلطة الاستبدادية والديكتاتورية دائما ما تجذب الجهلاء والمصابين بجنون العظمة مثلما يجذب النور الحشرات وهذا ما يجعل من ساحة الصراع على العرش ملتقًى لكمّ هائل من الجهلاء والمرضى النفسانيين وما التأله (ادعاء الألوهية) عند بعض الجنرالات إلا إحدى مظاهر هذا القانون الذي يمثل الجنرال القايد صالح ذروته….
السلطة مخدّر والمصاب بها مدمن بالمعنى الطبي للكلمة أي إنه يحتاجها لما توفره من لذة ثم يحتاج لكمية متزايدة منها للحصول على نفس المتعة كما تدمر الكميات المتزايدة من الكحول أو الهيروين أنسجة الجسم فإن مخدّر السلطة يدمّر شيئا فشيئا “أنسجة” العقل والروح ولا مجال للتراجع والدكتاتور يزداد تبعية لمخدره وحرمانُه منه موجع أشد الوجع وهذا ما يجعله مستعد لفعل أي شيء حتى لا يُحرَم منه وهذا هو حال مدمن المخدرات المستعد للقتل لتوفير ثمن المخدر مع فارق هام هو أن المدمن على السلطة مستعد لقتل الملايين لتوفير ثمن بقائه على العرش …يا أيها الديكتاتور القايد صالح مهما كنتَ بارعا في القمع والتزييف والكذب فستجد الشارع يصرخ “الشعب يريد إسقاط القايد صالح” وسيسقط نظامك ولن ينقذك لا وعد ولا وعيد أما فسادك وفساد عائلتك فسيكون أكبر مِعْول لحفر قبر سلطانك وقبر شرفك على فرض أنك أعطيت يوما قيمة لشيء مثل هذا فلا تحالفاتك مع أقوى قوة في الأرض (روسيا…أمريكا…فرنسا) ولا خدماتك المتعددة لها وتفريطك في كرامة شعبك ومصالحه قادرة على منعك من السقوط وحماتك الأجانب هم أول من سيغسلون أيديهم منك فمهما كانت قسوة قبضتك الأمنية وفظاعة سجونك فإنك ستجد الشعب دائما مطالبا برأسك ومهما كانت شراسة الرد على انتفاضة الشعب ومهما أرقت من الدماء فستسقط في آخرة المطاف ومهما كنت بارعا في اللعب على التفرقة لا بدّ أن تحين ساعة دفع الثمن وستدفع ولن تنجح في إنقاذ حكمك حيث سيصرخ متظاهرون ويحاصرونك لإسقاطك ولن تصمد طويلا أمام شعب هذا خياره الإستراتيجي وأنت ونحن نعلم أن نهايتك قد اقتربت سواء بسكتة قلبية أو سيعتقلك الأحرار في الجيش أو سيسقطك الشعب.