أن إعلان دمى القايد صالح (لجنة الحوار و الوساطة) عن استحداث “لجنة الحكماء ” ليس سوى كذبة مستمرة يلقيها القايد على الشعب لكن الشعب الجزائري ليس ساذجا لا سيما الشباب الذين أصبحوا لاعبا رئيسيا في التحول السياسي في البلاد.
فالجنرال القايد صالح وعملاءه يواصلون الكذب على الشعب والتلاعب بمشاعره بمسرحية الاعتقالات وتوظيف التاريخ فتعيين (لجنة الحوار و الوساطة) دليلا قاطعا على استمرارية النظام الذي يعيد تدوير نفسه سواء كان ذلك من خلال إنشاء لجنات أو اتخاذ القرارات التي تسمح له بالبقاء في السلطة… في المقابل يطالب الشعب بالقطع مع النظام السياسي الحالي وليس استنساخه أم يَتُرا الشعب الجزائري محكوم عليه بالعيش تحت حكم استمرارية نظام الجنرالات… لكن كل الأحداث تشير إلى انبثاق استقلال آخر وقعت صياغته هذه المرة من قبل أشخاص ينتمون لجميع الفئات الاجتماعية لا سيما من تتراوح أعمارهم بين 15 و30 سنة الذين يعانون بشدة من انتقاص السلطة من قيمتهم فضلا عن ذلك تتمحور هذه الحركة الشعبية بلا شك حول الحاجة إلى الكرامة في إطار السعي للحصول على الاعتراف الاجتماعي والسياسي كما مكّنت هذه المظاهرات من إعطاء معنى لكلمة الحرية فالدعوات للاحتجاج ومواصلة التظاهر مستمرة وميزان القوى يميل بما لا يدع مجالا للشك لصالح الجزائريين الذين كانت لديهم الشجاعة لكسر جدار الصمت وقد نجحوا في تعرية نظام واهن ومميت مازال يحاول من خلال التلاعب والأكاذيب كسب الوقت فعلى الرغم من تجاهل الشباب لوقت طويل ووصفه بأنه غير مسؤول ولا يرغب في العمل في بلاده إلا أن الشباب الجزائري تمكن من إظهار عكس ما أُشيع عنه حيث قدّم درسا حقيقيا في الوعي والشجاعة السياسية والمواطنة للعديد من الأشخاص في السلطة وعلى رأسهم سيدهم القايد صالح فكيف لجنرال غبي أن ينشئ “لجنة الحكماء”.