نتيجة المظاهرات البهلوانية التي كانت في الجزائر هي أن الجنرالات بقوا في الحكم وكل باقي العصابة الذين اعتقلوا تم الأفراج عنهم هنا على الجزائريين معرفة حقيقة مهمة هي انه على مدى قرون ظل الشعب الجزائري يوصف بأنه شعب ميت لا حراك فيه وقابليته للاستكانة والذلة أصبحت مثل الميراث الذي تتناقله الأجيال كأن الجبن والضعف مثل الجين الوراثي الذي يورث في السلالات الجزائرية علي الرغم من أن الشعب الجزائر صدع العرب ليلا ونهار بالعنتريات الفارغة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع…
فقد ظلت تلك الصفة لازمة ولاصقة بالشعب الجزائري حتى جاءت اتفاقية سايس بيكو التي حطمت كافة القيود وأزالت جدار الخوف الذي كان يكبل الإرادة الحقيقية لشعوب المستعمرة وتمنحهم دول ليعيشوا فيها مثل ما منحونا نحن دولة نعيش فيها لكن إذا أرادت هذه الشعوب أن تحذو حذو الشعوب المتقدمة فعليها أن تختار بين الحياة والموت عليها أن تعرف أن الخلاص والنصر لا يأتي بالأحلام والأماني بل لابد من وجود تلك الروح الإيمانية الفعالة والمؤثرة التي ترمي بكل سهم من أجل التغيير وهو الحلم الذي لا تناله إلا الشعوب الحية وليس للشعوب الميتة فيه من نصيب ولعل رسالات السماء إلى الشعوب الميتة من سوء المصير أقوى دافع لها أن تتحرك وتتغير قبل أن تشتعل النار في أجسادها عبر الحروب الأهلية فالشعوب المقهورة تَسُوءُ أخلاقها والشعوب التي تفشل في تشخيص أمراضها بشجاعة تموت نتيجة تناول الدواء الخطأ لذلك أول شيء علينا القيام به نحن الجزائريين المصالحة مع أنفسنا وأن نكف عن صناعة البطولات الوهمية.