في بلاد ميكي كل شيء يمكن الحديث عنه إلا مشتريات الأسلحة الجيش فهو أكثر شيء غامض وأكثر شيء تحيطه السلطات بالسرية التامة كما أن التعرض له قد يؤدي إلى حفرة طولها متران وعرضها خمسون سنتيمترا تكفي للاستلقاء على جنب واحد لمدة غير معلومة فقد أظهر الجنرالات إصرارا على المضي قدما في مغامرة التسلح إلى الحد الذي جعلوا فيه الجزائر أكبر مستودع لخردة الأسلحة الروسية والغربية…
وفي هذا السياق قال بيان لوزارة الدفاع الوطني إن طائرة مروحية متخصصة في البحث والإنقاذ سقطت في عرض البحر قبالة سواحل ولاية تيبازة وأن الطائرة التي سقطت من طراز أوغستا MS-25 Merlin و كانت في مهمة تدريبية وقد خلفت الحادثة استشهاد الملازم أول بوزايدة نور الدين وأضاف بيان لوزارة الدفاع الوطني أن المروحية التابعة لقيادة القوات البحرية سقطت أثناء القيام بمهمة طيران تدريبية تقنية؟؟؟؟ تسلح الجنرالات أصبح قضية تجارية صرفة لا عسكرية لأن إبرام مزيد من الصفقات يعني عمولات أكبر للوسطاء والجنرالات والمؤسسة العسكرية التي تدافع عن هذا التوجه خاصة أن الطفرة النفطية التي شهدها العالم مند بداية الألفية ساهمت في ارتفاع صاروخي لأسعار الذهب الأسود قد ضخت ملايير الدولارات في جيوب الجنرالات والتي عوض أن توجه للاعتناء بالمواطن الجزائري وتستثمر في القطاعات الاجتماعية كالتعليم والصحة والإسكان فإنها تصرف على اقتناء الخردة من الأسلحة وحل مشكلة الشركات الروسية التي تنافس نظيراتها الغربية لتصريف مخزونها من الأسلحة بكافة أنواعها.لقد حول جنرالات الجيش الجزائري قضية التسلح إلى غنيمة للاستحواذ على المال وصرفه دون جدوى ومن أجل ضمان الحصول على رشاوى من قبل شركات بيع الأسلحة والوسطاء رغم كل ما أثير عن هذا الموضوع إلى درجة أن صفقات خردة الأسلحة أصبحت تستحوذ على أكبر المخصصات المالية التي يرصدها الجنرالات للمؤسسة العسكرية في حين تعاني الجزائر من الترهل بسبب هيمنة جنرالات على خيرات البلاد حيث حولوا ميزانية الجيش الجزائري إلى بقرة حلوب تدر ملايير الدولارات التي توزع بين كبار القادة.